«الغارديان»: فوز أوباما منع «انتفاضة مسلحة» في أميركا
❊ مارتن كتل
لنكن واضحين: حقق الرئيس الأميركي باراك أوباما بفوزه أخيرا تحولاً تاريخياً في الولايات المتحدة، ولو خسر الانتخابات أو حاز المقعد الرئاسي بنسبة أو شكل مختلف لانتقل الشارع الأميركي إلى صدمة غير معروفة العواقب.
كانت خسارة الانتخابات الرئاسية تعني الكثير سلبا بالنسبة للديمقراطيين، فهم يخوضون المعركة في غمار انهيار اقتصادي يبدو بلا آخر، تسببت فيه السياسات الجمهورية، كما جاءت في أعقاب حربين خاسرتين وغير شعبيتين (في العراق وأفغانستان)، قادتهما ادارة الرئيس جورج بوش، وفي ظل أجواء يعتقد فيها 57٪ من الأميركيين أن بلادهم تسير في الاتجاه الخاطئ، وبينما مزقت الخلافات الحزب الحاكم، كانت الخسارة الديمقراطية ستدفع، والحال هكذا، جيلا بأكمله في أميركا إلى فقدان الثقة في التغيير عبر صناديق الاقتراع، وستقنع ملايين الشباب بأن الطريق الوحيد لطرد الجمهوريين من البيت الأبيض هو الانخراط في انتفاضة مسلحة.إن هذه الحقائق تضع النصر الذي أحرزه أوباما أمام استحقاقات صعبة. وكما قال هو نفسه فإن هناك طريقا طويلا أمام الرئيس الأميركي الجديد.
فعل أوباما ما لم يفعله ديمقراطي آخر منذ فوز ليندن جونسون بالرئاسة منذ نصف قرن حيث دخل البيت الأبيض بأغلبية مضماري السباق الانتخاب الأميركي: الاقتراع العام وأصوات المجمع الانتخابي.
كذلك حاز الرئيس المنتخب الأسود ما لم يحلم به نظراؤه الديمقراطيون في معارك سابقة، اذ جمع النصر السياسي إلى السلطة الأخلاقية، ووصل إلى سدة الرئاسة ليس بفضل تكتيكات معينة وإنما بفضل برنامج انتخابي منحوت بدقة للأغلبية يشمل الاقتصاد والصحة والطاقة والموقف من الحرب. من هنا فإن أوباما بالرغم من حيازته تخويلاً لم يحزه ديمقراطي منذ ظهور زعيم حركة الحقوق المدنية المطالبة بتحرير الأميركيين السود مارتن لوثر كنغ، فإنه عليه أن يكون حذرا في الحفاظ على الثقة التي أولاها له الأميركيون والمعرضة للتبديد، حيث تبدو انتخابات 2008 محطة لاستئناف المشروع الأميركي التقدمي الذي تعثر في الستينات.
بصيغة أخرى، فإنه على الرئيس ان يحول انتصاراته فورا الى تغيير ملموس في السياسات الأميركية، بادئا بذلك الاستعدادات لجولة جديدة في الحرب ضد اليمين الجمهوري في معركة الانتخابات المقبلة في عام 2012.
❊ منظر يساري بريطاني وصديق لرئيسي الوزراء البريطانيين السابق توني بلير والحالي غوردن براون.