محلل إسرائيلي لأوباما: لا تكن صديقاً لتل أبيب
بعد انتخاب السيناتور باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة تنازعت مشاعر التفاؤل والتشاؤم الساحة السياسية الاسرائيلية.
ويبدو أن أوباما مختلف إلى حد كبير عن بقية الرؤساء الذين ألفناهم، فالرئيس الشاب لا يؤيد كثيراً الحروب على قدر ما يميل إلى الحوار وحل الأزمات بطريقة سلمية. وقد أعلن أنه على استعداد للقيام بحوار بناء مع إيران التي تصر على مواصلة مشروعها النووي. إضافة إلى ذلك يفضل أوباما تخصيص ميزانية إضافية لتطوير الخدمات الصحية والاجتماعية، ولا يركز كثيراً على التصنيع العسكري وزيادة صادرات الأسلحة.
كذلك يولي أوباما اهتماماً خاصاً بحقوق الإنسان ويدعم الفلسطينيين إلى حد ما. وبالتالي يمكننا القول إن باراك أوباما لن يكون «صديق إسرائيل» الذي نريده ونتمناه.
كل ما يخشاه الإسرائيليون هو أن يعمد الرئيس الجديد إلى الضغط على تل أبيب للانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة ويجبر الأطراف المتنازعة على توقيع اتفاقية سلام تنهي النزاع في الشرق الأوسط. ويرى مراقبون أن أوباما لن يغير صورة الولايات المتحدة فحسب، بل سيغير منطقة الشرق الأوسط كذلك.
لاحظوا أننا عندما نقول إن رئيس أميركا «صديق اسرائيل» فنحن نعني أنه يؤمن بتفوق الدولة العبرية عسكرياً، كما أنه يدعم الاحتلال للأراضي الفلسطينية. وصداقة إسرائيل تعني كذلك إعطاء تل أبيب الخط الأخضر لأي مغامرة عسكرية ترغب في القيام بها، إضافة إلى السماح لها برفض خطط السلام والاستيلاء على أراض جديدة.
وبفضل هذا المعيار فقد تحول الرئيس الأميركي جورج بوش (الابن) إلى الرئيس الأكثر صداقة في نظر دوائر صنع القرار في إسرائيل، على الرغم من أنه شخص تسبب في سلسلة من الكوارث لبلاده والعالم. ولأن بوش صديق لإسرائيل فقد أتاح لها الخروج إلى حرب غير ضرورية في لبنان ولم يمنع بناء بؤرة استيطانية واحدة ولم يصر على إخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية ولم يضغط على إسرائيل للتقدم في مباحثات السلام، وعرقل المفاوضات مع سورية ولم يوبخ إسرائيل بسبب سياسة الاغتيالات، كما شارك بوش في فرض الحصار على غزة وفي مقاطعة حركة «حماس» المنتخبة من خلال الانتخابات التي بادرت إليها إدارته.
الأمل يحدونا أن يساعد أوباما إسرائيل في مساعدة نفسها؛ لأن الصداقة تقاس بهذه الطريقة، فيجب أن يعرف الرئيس الأميركي كيف ينتقد سياسات إسرائيل عندما تكون هناك حاجة لذلك، لأن هذا هو محك الصداقة. كما نطالب رئيس أميركا الجديد بأن يمارس نفوذه لإنهاء الاحتلال وتفكيك المشروع الاستيطاني، أن يتذكر أن حديثه عن حقوق الإنسان والمواطنة يعني أيضاً الفلسطينيين وليس السود فقط.
❊ كاتب ومحلل إسرائيلي
*ترجمة: مـــكي معمري