باركات.. علماني مع تهويد القدس
فاز المرشح العلماني ورجل الأعمال الإسرائيلي نير باركات برئاسة بلدية القدس المحتلة، بعد تغلبه على منافسه المتشدد الحاخام مئير بوروش في الانتخابات التي أجرتها سلطات الاحتلال الإسرائيلية أول من أمس. وقالت الإذاعة الإسرائيلية أمس إن باركات (49 عاماً) حصل على أكثر من 50٪ من مجموع الأصوات مقابل 42٪ لبوروش (54 عاماً) فيما اقتصر التأييد للثري الروسي الأصل أركادي غايداماك (56 عاماً) على نسبة ضئيلة. وباركات العضو السابق في حزب كاديما الذي يتزعمه رئيس الوزراء الانتقالي ايهود اولمرت، واستقال احتجاجاً على فكرة تقاسم المدينة المقدسة مع الفلسطينيين.
وفي حين يعتبر فوز باركات أمراً ذا دلالة في الأوساط الإسرائيلية إلا أنه لا يعني شيئاً بالنسبة للمواطنين الفلسطينيين في الشطر الشرقي من القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، ذلك لأنهم قاطعوا هذه الانتخابات تصويتاً وترشيحاً باعتبارها تكريساً للاحتلال الإسرائيلي.
وتعليقاً على فوزه قال باركات لمؤيديه في مقر حملته إن «القدس ربحت وإن هذا النصر هو نصر لكل الذين يحبون ويقدرون هذه المدينة الرائعة العاصمة الابدية لشعب اسرائيل».
ودافع باركات الذي سيبقى رئيساً لبلدية القدس خمس سنوات يمكن تمديدها بلا حدود عن ضم الشطر الشرقي من المدينة الذي احتلته اسرائيل في يونيو 1967ويرفض إعادة أي جزء للفلسطينيين في إطار أي تسوية، جاء ليخلف بآرائه المتشددة العمدة السابق لأوري لوبليانسكي الذي أسهمت ممارساته في تأجيج التوتر بين العلمانيين والمتدينين.
ودأب باركات على ترديد القول إنه يريد «رفع القدس الى مصاف المدن الدولية ولدي مشروعات كبيرة للقدس، ونموذجي هو مايكل بلومبرغ رئيس بلدية نيويورك»، مشيراً الى مشروعات سياحية مهمة خصوصاً في البلدة القديمة.
و شدد على أن القدس يجب ان تبقى موحدة تحت السيادة الاسرائيلية ووعد بإقامة احياء استيطانية يهودية جديدة في الشطر الشرقي ما دفع حركة «السلام الآن» الاسرائيلية المعارضة للاستيطان الى القول إنه يريد جذب اصوات اليمين رغم خطر اشعال كل الشرق الاوسط بتجاهله مطلب الفلسطينيين وطموحهم بجعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقلة المقبلة.
ويحاول باركات المتزوج والأب لثلاث بنات وضابط الاحتياط في وحدات المظليين والذي يحمل شهادة في المعلوماتية وأخرى في الادارة العامة من الجامعة العبرية في القدس التدثر بالاعتدال والتوازن، حيث يؤكد «إنني محاط بأشخاص من اليمين واليسار علمانيين ومتدينين لكن ما يهم هو التضامن في التعددية من اجل حماية وحدة القدس».
ووصف غايداماك باركات الذي حصل على دعم الحاخام مردخاي الياهو المرشد الروحي للحزب القومي الديني المؤيد للاستيطا ن بأنه عنصري».
ويرى محللون في تل أبيب أنه إذا كان حزب العمل وحزب ميرتس قد حثا الناخبين العلمانيين على التصويت لباركات فهما انطلقا من أنه أقل تطرفاً من منافسه بوروش رغم ان زعيم «اسرائيل بيتنا» افيغدور ليبرمان أيده قائلاً انه وجد فيه شريكاً مخلصا لآرائه.