عالم جديد ينتظر أسرة أوباما فـي البيت الأبيض
في يوم من هذا الشهر ستجد عائلة الرئيس الاميركي المنتخب، باراك اوباما، نفسها تنتقل من مجرد أسرة اميركية عادية الى عائلة أولى. سيتغير كل شيء بالنسبة لاول عائلة سوداء في تاريخ الولايات المتحدة تسكن البيت الابيض. سيتغير نمط لبسها، والمدرسة التي ستذهب اليها ابنتاها، ماليا (10 سنوات)، وساشا (7سنوات)، وحتى نوع الكلب الذي ستقتنيه، وستختار الكنيسة التي ستذهب اليها ايام الآحاد.
يقول مخطط المناسبات بواشنطن كارولين بيتشي«مثلهم مثل جيران جدد في المنطقة يتساءل عنهم السكان ما الذي سيفعلونه بعد العمل، ومتى سيذهبون للكنيسة، وهل يأكلون الجبن المحمص في الغداء، انهم جيران الامة الاميركية».
كل اميركي يتساءل عن الدور الذي ستلعبه زوجة أوباما، ميشال، في البيت الابيض، واي نوع من النساء الاول ستكون، حتى الآن ليست هناك إشارة الى كونها ستنغمس بعمق في صناعة القرار السياسي، فقد أشارت هذه المرأة لنفسها على انها «رئيسة اركان الامومة في المنزل»، وتقول عن نفسها إنها لن تفوت أي حفل راقص او مسرحيات مدرسية او مباريات كرة قدم اميركية او أي مناسبة اخرى تشارك فيها ابنتاها. وتهتم في الوقت الراهن بتسهيل مهمة الانتقال السلس لكل من ابنتيها في بيئتهما الجديدة، وتقول عن ذلك «مهمتي الاولى هي ان استمر في لعب دور الأم، وأن اطمئن على ان ابنتيّ استقرتا في هذه البيئة الجديدة، وان تدركا أنهما لا تزالان مركز اهتمامنا».
إلا ان هذا الانتقال له ثمنه الباهظ، فستفتقد العائلة الحرية التي اعتادت عليها في الحياة العادية، وتقول ابنة الرئيس الاميركي السابق جيرالد فورد، سوزان فورد ان المشكلة في البيت الأبيض هي انك لا تستطيع أن تفعل أي شيء بنفسك من اجل نفسك.
وقال الرئيس الأميركي السابق فراكلين روزفلت الذي كان لديه ستة أطفال إن أسوأ الأشياء في العالم هم أطفال الرئيس الأميركي الذين سيعيشون حياة فظيعة، وتكره سوزان فورد الحياة في آنية السمكة الذهبية، فقد تعرّضت للتهديد بالاختطاف، ووالدها بالاغتيال، وتعبر عن ذلك بقولها «انه شيء فظيع»، وتواصل قولها «كنا نعتقد بأننا سنفقد أبانا»، وكان على شيلسي كلينتون ان تتعايش مع طيش والدها وعلاقته بمونيكا لوينسكي، في الوقت الذي عانت فيه كل من ابنتي الرئيس المنتهية رئاسته جورج بوش مما ارتكبنه من حماقات الشباب، وكان بوش كثيرا ما يدير ظهره للرئاسة، خوفا من تأثير ذلك في ابنتيه.
وفي الوقت الذي ستقضي فيه ابنتا اوباما اربع سنوات على الاقل في البيت الابيض ستواجهان فيها تركيزا إعلاميا كبيرا، فإن حياتهما هناك لن تكون دائما من دون ألق.
مؤلف كتاب «كل الرؤساء» جوغ ويد الذي كان ضمن طاقم بوش الاب يقول «ان ابنتي اوباما باستطاعتهما مقابلة أي شخصية مشهورة يحبانها، حيث تتراوح تلك الشخصيات من الرياضية للترفيهية، كما سيكون لديهما مسرحهما السينمائي الخاص بهما مع تقديم الفشار لهما، وعند انتقالها للبيت الأبيض سيهتم الجمهور بكل تفاصيل حياة زوجة اوباما وحتى الملابس التي ترتديها، لكن الآن عليها هي وزوجها ان يقررا المدارس التي ستذهب اليها ابنتاهما، وكيفية مساعدتهما على التأقلم على حياتهما الجديدة، وتحديد الكلب الذي ترغبان فيه.
وبما ان هناك الكثير من الضيوف الذين يزورون البيت الابيض فإن اهم ضيوف هم اصدقاء الطفلتين. وستنتقل والدة ميشال، ماريان روبنسن للبيت الابيض بشكل رسمي للعناية بالطفلتين.