المالكي: بغداد عادت إلى أهلها
قال رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، أمس إن مدينة بغداد عادت إلى أهلها بعد أكثر من ثلاثة سنوات من القتل والاستهداف. فيما انطلقت تظاهرات تقدمها شيوخ العشائر في محافظات عراقية عدة، احتجاجاً على رفض القيادة الكردية تشكيل مجالس الاسناد على غرار مجالس الصحوة بدعم من المالكي بهدف احلال الامن.
وتفصيلاً، قال المالكي في احتفال كبير بمناسبة «يوم بغداد» أقيم في ساحة عامة في متنزه الزوراء خارج المنطقة الخضراء، إن رجال الأمن من الشرطة والجيش وقفوا سداً منيعاً لحماية الذين يحرصون على بناء بغداد وإعمارها وعلى الذين يهتمون بالتاريخ أن يقفوا عند هذه المحطة وأن يسجلوا فقراتها بكل حرص وأمانة.
وأضاف أنه قبل ثلاث سنوات انحدرت بغداد والعراق نحو المصير المجهول، لكن اليوم نتكلم بكل ثقة وقوة بأننا قد استعدنا بغداد وقد عادت لأهلها وعاد أهلها لها بعدما هجروها بسبب القتل والاستهداف، وها هي اليوم تنعم بالحياة وتعود نواديها ومحالها والجمال إليها.
ودعا المالكي المدن العراقية جميعاً إلى الاقتداء بمدينة بغداد وأن يجعلوا لمدنهم يوماً مثل «يوم بغداد» يعملون من خلاله على استعادة مدنهم عمرانها بعدما خربت عن قصد على خلفيات طائفية وعرقية وحزبية، ولابد أن تستعيد المدن العراقية خدماتها.
وقال إن بغداد تنصهر فيها كل الاختلافات القومية والمذهبية، وإن بغداد مدينة لكل العراقيين وإن ما أريد لها من عملية تقسيم على أسس طائفية وتخندقات قد تكسرت.
من ناحية أخرى، انطلقت تظاهرات احتجاجاً على رفض القيادة الكردية تشكيل مجالس الاسناد.
وأعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني، الاثنين رفضهما القاطع تشكيل افواج الاسناد في اقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها، وهي كركوك وأجزاء من بعقوبة في ديالى وأجزاء من محافظة نينوى يطالب الاكراد بضمها الى الاقليم.
وهدد الحزبان بمعاقبة من يتعامل مع هذه المجالس او ينخرط فيها باعتباره ارتكب «جريمة» وشبهوها بأفواج الدفاع التي شكلها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من الاكراد لضرب الاكراد، التي اشاروا اليها في بيانهم باسم «الجحوش»، ما اعتبره شيوخ العشائر اهانة لهم.
وأثار البيان استياء وغضب شيوخ العشائر، فخرجوا في تظاهرات في تكريت وصلاح الدين والمثنى وكربلاء والحلة.
ففي تكريت (180 كلم شمال بغداد)، تجمع المئات يتقدمهم شيوخ عشائر لينددوا بما اعتبروه «تهجماً» على العشائر التي تنضم الى مجالس الاسناد في بيان الحزبين الكرديين.
وطالب المتظاهرون المالكي بإرساء دولة القانون وتعديل الدستور، وضبط الامن والقضاء على الارهاب والميليشيات المسلحة، رافضين التهجم على العشائر العراقية الاصيلة الذي يعد «إهانة للشعب العراقي». وقال عضو مجلس اسناد محافظة صلاح الدين، الشيخ احمد رجا الدليمي، إن الذين يعارضون خطة المالكي انما يهدفون إلى ان يبقى العراق ضعيفاً وأن يستمروا في مشروعهم التقسيمي.
كما قال رئيس مجالس شيوخ صلاح الدين عضو هيئة رئاسة اسناد تكريت، الشيخ خميس ناجي جبارة، إن التظاهرة نظمت كتأييد للمالكي في مواقفه الوطنية، وكذلك لمواقفه في دعم العشائر العراقية في المشاركة في بناء دولة القانون.
وفي السياق نفسه، قال عضو البرلمان العراقي، فرحان العوض، إن العشائر العراقية مع مواقف المالكي الوطنية في الحفاظ على وحدة العراق، وإرساء سلطة القانون، وإعادة كتابة الدستور.
وأضاف «اما الهدف وراء تنظيم المظاهرة فهو ارسال رسائل عدة للذين لا يريدون ان يكون العراق قوياً ومستقلاً».
وفي السماوة كبرى مدن محافظة المثنى شارك نحو 1000 من ابناء العشائر في مسيرة في شوارع المدينة، مطالبين بتوسيع ودعم مجالس الاسناد وأكدوا ان مجالس الاسناد خطوة في الاتجاه الصحيح لفرض خطة القانون.
وقال شيخ عشيرة الظوالم، الشيخ ناجي كامل، في بيان رد فيه على تصريحات البرزاني ان المجالس تهدف لتحقيق الامن والمصالحة الوطنية وفرض القانون.
وفي كربلاء تظاهر المئات من شيوخ ووجهاء المحافظة في احد شوارع المدينة وتجمعوا امام مبنى المحافظة احتجاجاً على التصريحات الكردية.
وبدوره، قال رئيس عشيرة الطرف في كربلاء، الشيخ عزيز الطرفي، ان عشائر العراق لها تاريخ وطني مشرف ونحن نرفض تصريح البرزاني ضد العشائر.
وانطلقت تظاهرات مماثلة شارك فيها المئات في الناصرية والحلة على بعد 370 كلم و100 كلم جنوب بغداد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news