مستشفيات مصرية تتاجر بأعضاء أطفال

لافتة لهيئة حكومية مصرية تطالب بالاهتمام بالأطفال. أرشيفية . أ.ب

داهمت قوات الأمن المصري أول من أمس، مستشفيات في القاهرة لضبط «مافيا منظمة» لبيع أعضاء خاصة بأطفال الشوارع.

وأوردت صحيفة «البديل» اليومية على صفحتها الأولى بالكامل محتوى شريط فيديو مصور، ذكرت إنها حصلت عليه من اخصائيين في مشروع تحسين حياة الأطفال الذين صوروه لصالح المجلس القومي للأمومة والطفولة في مصر، يحكي فيه عدد من الأطفال والمراهقين تجاربهم مع بيع أعضائهم لـ«مافيا منظمة» تتخذ من مستشفى قاهري مقرا لتنفيذ عملياتها.

وعلمت وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» أن مستشفى معروفاً في حي الدقي في القاهرة دهمته قوات أمنية وقبضت على عدد من مسؤوليه بعد العثور على ثلاث ضحايا جدد كانوا يتم تجهيزهم لإجراء عمليات نقل أعضاء بشرية.

كما أجرت قوات أمنية مداهمات لمستشفى اخر في حي مدينة نصر للأسباب نفسها، لكن لم يتضح بعد إن كان تم القبض على أحد فيه، أو العثور على ضحايا جدد.

وصدرت صحيفة «البديل» أمس صفحتها الأولى بصورتين كبيرتين لجروح بارزة بجسد اثنين من ضحايا «مافيا» سرقة الأعضاء، وأوردت في الصفحة نفسها شهادات تفصيلية لهما اعترفا فيها ببيع كل منهما لإحدى كليتيه مقابل مبلغ مالي لم يتجاوز 10 آلاف جنيه مصري.

وقال رئيس تحرير البديل، خالد البلشي، لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» إن «الموضوع بلاغ صحافي للنائب العام المصري وللمجلس القومي للطفولة والأمومة الذي تشرف عليه سيدة مصر الأولى سوزان مبارك، بمناسبة عيد الطفل الذي يحل اليوم 17 من نوفمبر الجاري».

وأكد البلشي أنه علم بمداهمة قوات الأمن لعدد من المستشفيات في الصباح ردا على مانشرته «البديل» قائلاً إن «محرريه ومصوريه شهدوا عملية مداهمة مستشفى الدقي وقاموا بتوثيقها بالصور».

وقال أحد الضحايا ويدعى رامي (17 عاما) للصحيفة إنه «باع كليته عن طريق سمسار مقابل 10 آلاف جنيه، وأنهم حصلوا منه على قيمة التحاليل والأشعة السابقة لإجراء العملية، وأنه اكتشف أن قدرا كبيرا من المال الذي حصل عليه مزوّر، لكنه تمكن من انفاقه». وأضاف أن «السمسار أبلغه بعدها أنهم يشترون أجزاء أخرى من الجسم، بينها فص من الرئة بمبلغ 20 ألف جنيه، وقرنية العين بـ١٥ ألف جنيه، لكنه رفض بيع أجزاء جديدة».

وقال ضحية آخر يدعى محمد عبدالبديع إنه «تعرض ومعه أخرون للعملية نفسها وفي المقابل ذاته، وذكر أسماء عدد من الضحايا قال إنه «يعرف عددا منهم جيدا لأنهم أصدقاء له، كما حدّد أسماء شبكة سرقة الأعضاء»، مشيرا إلى أن السمسار يحصل مقابل كل ضحية جديدة على مبلغ 2000 جنيه.

وقال استشاري القلب الدكتور لطفي عيسى، للصحيفة إن «الأطفال الذين سرقتمنهم الكلى سيواجهون مشكلات صحية كلما تقدم بهم العمر». بينما أكد مدير معهد الكبد، الدكتور علاء اسماعيل، ان «نقل الأعضاء من الأحياء مقابل مبالغ مالية جريمة قانونية وأخلاقية، لأن نقل الأعضاء يكون بالتبرع، وليس بالبيع».

تويتر