البرلمان العراقي ينهي قراءة أولى للاتفاق مع واشنطن
أنهى البرلمان العراقي أمس، قراءة اولى في مشروع الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن، الذي أقرته الحكومة العراقية أول من أمس، الأمر الذي واجه انتقادات واسعة من رجل الدين مقتدى الصدر وهيئة علماء المسلمين. في ما أكد الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما تمسكه بالوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية بسحب قوات بلاده من العراق وإغلاق معتقل غوانتانامو.
وتفصيلاً، قال مصدر في البرلمان العراقي ان اعضاء اللجنة القانونية بدأوا بقراءة مشروع قانون تصديق الاتفاقية الامنية مع واشنطن بشأن انسحاب القوات الاميركية، وتنظيم انشطتها خلال وجودها المؤقت فيها.
ووقع جدل حاد بين اعضاء الكتلة الصدرية ورئيس البرلمان محمود المشهداني حول جدول اعمال الجلسة.
وطالب النائب عقيل عبدالحسين، من التيار الصدري، بحذف الاتفاقية من جدول الأعمال، وإجراء قراءة اولى لمسودة قانون المصادقة على المعاهدات الدولية.
وقرر على اثرها رئيس البرلمان تقديم مشروع المصادقة على المعاهدات الدولية، قبل الاتفاقية الأمنية داخل الجلسة التي قرر رفعها الى اليوم، على ان تتم القراءة الثانية غداً. من جهته وصف مقتدى الصدر إقرار الحكومة للاتفاقية بـ«أولى وصمات الذل والعار» ودعا البرلمان الى ان يرفضها «بلا ادنى تردد، فهي بيع للعراق وشعبه كما بيعت اراضٍ و شعوب مسلمة من قبل».
واستنكرت هيئة علماء المسلمين في العراق إقرار الاتفاقية كذلك واعتبرتها «وصمة خيانة»، داعية البرلمان الى عدم تمريرها.
من جهتها اعربت صحيفة «الثورة» الرسمية السورية أمس، عن خشيتها من ان تكون الاتفاقية «بوابة عبور تستحضر الأميركي للتدخل بشؤون المنطقة».
من ناحية أخرى قال اوباما، في اول لقاء تلفزيوني له في اطار برنامج «60 قيقة» على محطة «سي بي اس»، منذ انتخابه «قلت خلال حملتي الانتخابية ولم أزل متمسكا بهذا الموقف»، ما أن أتولى مهامي سأطلب من هيئة الأركان والمسؤولين عن الأمن القومي وضع خطة لسحب قواتنا من العراق. وينوي اوباما من خلال هذه الخطوة تخصيص عدد اكبر من الجنود وميزانية اكبر للحرب في افغانستان التي جعلها اولوية في سياسته الخارجية.
وجدد الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية بشأن اغلاق سجن غوانتانامو . وقال «قلت مراراً إني أريد إغلاق غوانتانامو وسأفعل ذلك».
على الصعيد الميداني أكد مسؤول امني كردي اصابة تسعة اشخاص على الأقل، بينهم طلبة، بانفجار لم تعرف طبيعته وقع وسط مدينة السليمانية معقل الرئيس العراقي جلال طالباني في اقليم كردستان.
بغداد ــ أ.ف.ب
وقّع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس، اتفاقاً «مبدئياً» مع السفير الأميركي في بغداد راين كروكر بشأن الاتفاقية الأمنية التي أقرتها الحكومة أول من أمس. وقال زيباري بعد مراسم التوقيع في مقر وزارة الخارجية في بغداد «هذا يوم تاريخي للعلاقات الأميركية العراقية».
وأضاف زيباري أنها اتفاقية تشمل افاقاً علمية ثقافية اقتصادية بين البلدين، وهذا ما تطمح اليه كل دولة في العالم للتوصل الى هكذا فرصة مع الولايات المتحدة. وقال كروكر «أشكر وأهنئ المفاوضين العراقيين والأميركيين لأن المفاوضات كانت معقدة وشاقة، ويجب ان يفخر كل العراقيين بهذه الاتفاقية».