أميركا تعترف بصعوبة التصدي للقراصنة
اعترفت البحرية الاميركية بصعوبة التصدي للقراصنة، فيما افاد مصدر رسمي كبير في منطقة بونتلاند شمال الصومال ان ناقلة النفط السعودية العملاقة «سيروس ستار» التي خطفها قراصنة صوماليون أخيرا كانت راسية امس قبالة مرفأ هرارديري شمال مقديشو.
وفي التفاصيل، قال قائد الاركان في البحرية الاميركية الادميرال مايكل مولن انه فوجئ حيال المساحة الواسعة التي يعمل فيها القراصنة الذين تمكنوا من اختطاف «سيروس ستار»، بينما كانت تبحر في قلب المحيط الهندي. وأكد تنامي قدرات القراصنة قبالة سواحل الصومال، ووصف القرصنة بأنها مشكلة متفاقمة.
وكشف مولن عن خلافات بين الدول والحكومات حول طريقة التعامل مع هذا الملف، مشيرا إلى أن بعضهم يفضل دفع فدية للخاطفين.
ووصف نائب قائد «القوات البحرية المشتركة» بيل كورتني الوجود الأميركي في هذه المنطقة بأنه مقيد، معترفا بأن الحادث الأخير يظهر بوضوح قدرة القراصنة على تعديل أساليبهم وطرقهم في الهجوم.
وقال متحدث باسم البحرية الاميركية ان السفينة التي يوازي حجمها حجم ثلاثة ملاعب لكرة القدم، باتت بالقرب من الشواطئ الصومالية.
وذكر اللفتنانت نيثن كريتنسن لوكالة فرانس برس ان السفينة «باتت بالقرب من نقطة مرسى قبالة شواطئ الصومال»، مشيرا الى عدم امتلاكه معلومات اضافية عن السفينة التي لاتزال في قبضة القراصنة.
وأكدت متحدثة باسم البحرية الاميركية تدعى نيتن كريستنسن امس ان ناقلة النفط السعودية العملاقة المختطفة والتي تحمل مليوني برميل من النفط، لاتزال في عرض البحر قبالة الشواطئ الصومالية تحت سيطرة القراصنة. وقالت في اتصال اجرته معها وكالة فرانس برس في المنامة، حيث مقر الاسطول الاميركي الخامس، ان «الناقلة لاتزال في عرض البحر قبالة الشواطئ الصومالية».
وأضافت ان لا معلومات لديها حول مطالب القراصنة او ما اذا كان هناك مطالبة بفدية.
وفي الصومال، قال بيلي محمود قابوساد مستشار رئيس منطقة بونتلاند التي اعلنت استقلالها من جانب واحد «تلقينا معلومات ونعرف الآن ان السفينة راسية قرب هرارديري»، على مسافة 300 كلم شمال مقديشو. وهرارديري هو احد المرافئ التي يستخدمها القراصنة الصوماليون فيقتادون اليها السفن التي يخطفونها في انتظار تلقي الفدية التي يطالبون بها لقاء الافراج عن السفن وطواقمها.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة رويترز عن منسق برنامج مساعدة ملاحي شرق إفريقيا، أندرو موانغورا أن الناقلة السعودية البالغ طولها 330 مترا، شوهدت قرب سواحل شمال الصومال، في منطقة إيل وهي منطقة جبلية نائية. وتعد هذه الحادثة غير مسبوقة نظرا لحجم السفينة التي تقدر قيمة حمولتها بأكثر من 100 مليون دولار وبُعد العملية عن السواحل.
على صعيد متصل، أعلنت مجموعة «أودفيل أس.إي» النرويجية للشحن البحري أنها ستغير مسار سفنها بعيدا عن خليج عدن إلى طريق رأس الرجاء الصالح لتجنب هجمات القراصنة. وقالت الشركة في بيان إنها «لن تعرض أطقم بحارتها لخطر الاختطاف والاحتجاز مقابل فدية، وعلى الرغم من أن هذا القرار سيؤدي إلى زيادة مدة الإبحار وتأخير تسليم الشحنات».
من جهة أخرى، اعلن الوزير البريطاني للقوات المسلحة بوب انثوورث للصحافيين في نيروبي ان البحرية الحربية البريطانية سلمت امس السلطات الكينية ثمانية قراصنة صوماليين مفترضين اسروا في عملية لمكافحة اعمال القرصنة في 11 نوفمبر الجاري في خليج عدن.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية ان اثنين من القراصنة الصوماليين المفترضين على الاقل قتلا في مواجهات مع البحرية البريطانية. وكانت السفينة «اتش ام اس كبمرلاند» تقوم بدورية روتينية لحساب حلف شمال الاطلسي في خليج عدن عندما رصدت مركبا شراعيا تقليديا استخدم لمحاولة الصعود الى سفينة «ام في باورفول» الدنماركية، بحسب المصدر نفسه.
يشار إلى أن نحو 12 سفينة على الأقل تحمل على متنها 250 فردا لاتزال محتجزة من قبل القراصنة، ومن بينها سفينة شحن أوكرانية تم اختطافها وهي تحمل 33 دبابة مدرعة. وبحسب المكتب البحري الدولي، تعرضت 83 سفينة اجنبية على الاقل لهجمات من جانب قراصنة صوماليين في المحيط الهندي وخليج عدن هذا العام، اي ضعف حصيلة العام 2007.
السعودية تشبه القرصنة بالإرهاب
شبه وزير الخارجية السعودي، الامير سعود الفيصل، أمس، في اثينا القرصنة بالارهاب، وذلك ردا على خطف ناقلة نفط سعودية عملاقة قبالة السواحل الافريقية بيد قراصنة صوماليين. وقال الوزير السعودي للصحافيين في اثينا اثر لقاء مع نظيرته اليونانية دورا باكويانيس «ان القرصنة، مثلها مثل الارهاب، داء يضرب كل العالم». واضاف «انه امر خطير للغاية بالتأكيد، لكن لحسن الحظ اتخذت مبادرات دولية لمواجهته».
أثينا ــ أ.ف. ب