إسرائيل ترفض نداءات الامم المتحدة بفتح معابر غزة
رفض ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي يوم مطلب الامين العام للامم المتحدة بان جي مون بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من المعابر التي اغلقتها اسرائيل بدرجة كبيرة طوال اسبوعين من العنف.
وسأل راديو الجيش الاسرائيلي باراك عن النداء الذي وجهه الامين العام للمنظمة الدولية وما اذا كانت اسرائيل تعتزم اعادة فتح المعابر فقال "لا.. يجب ان يسود الهدوء حتى يعاد فتح المعابر."
وأبلغ الامين العام للامم المتحدة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت أمس انه يشعر بقلق عميق للوضع الإنساني في غزة وحث اسرائيل على السماح بدخول موظفي المعونات التابعين للمنظمة الدولية الي القطاع.
وقال المكتب الصحفي للامم المتحدة في بيان "اتصل الامين العام هاتفيا اليوم برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت للتعبير عن قلقه العميق بشان عواقب الوضع الإنساني المتدهور في غزة."
واضاف البيان أن بان "حث بقوة رئيس الوزراء على تسهيل دخول الامدادات الإنسانية التي تشتد الحاجة اليها وموظفي الامم المتحدة المعنيين الى غزة."
وفتحت اسرائيل يوم الاثنين الماضي أحد المعابر لفترة وجيزة وسمحت لثلاث وثلاثين شاحنة محملة بالامدادات بالدخول الى غزة للمرة الاولي في اسبوعين وأبلغ اولمرت الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه لن يسمح بحدوث أزمة انسانية هناك.
ولم تسمح اسرائيل لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) التي تقدم العون لحوالي 750 ألف لاجيء فلسطيني وغيرها من الوكالات بادخال امدادات للقطاع منذ الرابع من نوفمبر تشرين الثاني حين اغارت قوات اسرائيلية على الجيب الساحلي لتدمر ما وصفه الجيش بنفق حفره نشطاء. وقتل في اشتباكات عبر الحدود أكثر من 12 نشطا فلسطينيا.
وأصيب عدد من الاسرائيليين بجروح طفيفة جراء عشرات الصواريخ التي أطلقها مسلحون فلسطينيون ردا على الهجمات الاسرائيلية على القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ويسري فيه بدرجة كبيرة اتفاق تهدئة توسطت فيه مصر منذ خمسة أشهر.
وفي حديثه الاذاعي اعترف وزير الدفاع الاسرائيلي بأن العنف تفجر بعد الغارة الاسرائيلية لتدمير النفق الذي قال الجيش انه يهدف الى ترويع وخطف جنود اسرائيليين.
وقال باراك انه أمر بابقاء المعابر الى غزة مغلقة "في اعقاب استمرار اطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل".
وأعربت الامم المتحدة ووكالات اغاثة عن قلقها من ان يتسبب الحصار الاسرائيلي في حدوث ازمة إنسانية في القطاع الذي يعيش فيه 1.5 مليون فلسطيني يعتمد منهم حوالي 750 ألف لاجيء على المعونة التي تقدمها اونروا.
وقال باراك "اسرائيل حساسة ومهتمة بالاحتياجات الانسانية. لكن على حماس أيضا ان تفرض وقف اطلاق النار على الجماعات الصغرى وهذا سيساعد على الحصول على مزيد من السلع عبر المعابر."
واستطرد باراك "اذا اختار الجانب الاخر العودة الى وقف اطلاق النار سيكون هناك وقف لاطلاق النار. لكن اذا اختار التصعيد ستحدث عملية. لا نخشى القيام بعملية لكننا ايضا غير متلهفين على القيام بها."
وأعلن أولمرت يوم الاحد الماضي انه وافق على وضع خطة عسكرية جديدة للحد من الهجمات الصاروخية التي تشن من غزة.
لكنه استبعد فيما يبدو التحرك سريعا للقيام بعملية برية واسعة النطاق وقال ان حكومته ستراقب الموقف وتتصرف بطريقة " هادئة ومستقرة."
واستقال اولمرت الذي بدأ منذ عام محادثات سلام مع الرئيس الفلسطيني بوساطة أمريكية في سبتمبرالماضي بسبب فضيحة فساد لكنه سيبقى قائما باعمال رئيس الوزراء الى حين تشكل حكومة جديدة بعد الانتخابات التي تجري في فبراير المقبل.
واثناء محادثاته مع اولمرت أول أمس في القدس دعا عباس اسرائيل للالتزام بالهدنة التي توسطت فيها مصر وبدأ سريانها في 19 حزيران الفائت والتي أوشكت على الانهيار خلال اسبوعين من القتال. ولمحت كل من اسرائيل وحماس الى رغبتهما في استئناف الهدنة.
وتلقى الرئيس الفلسطيني اتصالا هاتفيا من الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما يوم أمس ردا على رسالة بعثها عباس لتهنئة أوباما بالفوز بالرئاسة.
وقال صائب عريقات مفاوض السلام الفلسطيني ان أوباما كرر لعباس التزامه بحل الدولتين وان استمرار عملية السلام هو من مصلحة الولايات المتحدة واسرائيل والفلسطينيين.