الرياض: مُلاّك الناقلة المخطوفة يناقشون دفع فدية
طالب القراصنة الصوماليون الذين خطفوا ناقلة النفط العملاقة السعودية «سيروس ستار» أمس، بفدية للإفراج عن السفينة وطاقمها المؤلف من 25 عضواً. وفيما قالت الرياض إن ملاك الناقلة يناقشون دفع الفدية، أعلنت البحرية الهندية أنها دمرت سفينة كان القراصنة يطلقون منها زوارق للاقتراب من السفن التي تبحر قبالة السواحل الصومالية.
وفي التفاصيل، جاء طلب الفدية للافراج عن الناقلة السعودية، في تسجيل صوتي بثته أمس قناة الجزيرة القطرية، لرجل قدم على أنه أحد القراصنة.
وقال الرجل الذي عرف عنه باسم فرح عبد جامع في التسجيل الذي بث مترجما الى العربية «هناك مفاوضون على متن السفينة وعلى الأرض، عندما يوافقون على الفدية سيتم إحضارها الى السفينة نقدا وسنضمن سلامة السفينة التي تحمل الفدية».
وأضاف «سنقوم بعدّ النقود آلياً»، محذرا «لدينا الات للتعرف إلى النقود المزورة». ولم يحدد الرجل قيمة الفدية في التسجيل.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت اتصالات جرت مع الخاطفين، رفضت مجموعة «أرامكو» النفطية السعودية التي تملك الناقلة وفرعها «فيلا انترناشونال ماريتيم» التي تشغّل الناقلة عن طلب الفدية، الإدلاء بأي تعليق.
وقال متحدث باسم «فيلا انترناشونال»، الجهة الوحيدة المخولة بحسب «أرامكو» التحدث إلى الصحافة «لا تعليق». لكنه اضاف «نأمل بحل سريع» لعملية خطف الناقلة، مشيراً إلى أن «الأولوية الاولى تبقى أمن الطاقم» المؤلف من بريطانيَيْن وبولنديَيْن اثنين وكرواتي وسعودي و19 فلبينياً.
غير أن وزير خارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، قال أمس من العاصمة الإيطالية، إن ملاك الناقلة المخطوفة والتي تحمل شحنة نفط قيمتها 100 مليون دولار، يجرون مفاوضات بشأن دفع الفدية.
وأضاف أن السعودية لا تحب التفاوض مع إرهابيين أو خاطفين، إلا أن القرار الأخير بشأن ما يحدث هناك، لملاك الناقلة.
إلى ذلك أعلنت البحرية الهندية أمس عن أن فرقاطة تابعة لها دمّرت الليلة قبل الماضية واحدة من «السفن الكبيرة» للقراصنة وهي المعروفة بـ«السفن الأم». وقد وقع الاشتباك عندما تعرضت الفرقاطة «أي إن إس تابار» التي تجوب المياه في خليج عدن في اطار جهود مكافحة القرصنة لإطلاق النار من جانب سفينة القراصنة، مما دفعها الى الرد عليها.
وقال متحدث باسم البحرية الهندية نيراد سينها إن «الفرقاطة أي إن إس تابار اقتربت من السفينة وطلبت إليها التوقف. لكن الأشخاص الذين على ظهر السفينة المعادية هددوا بعد توجيه عدة انذارات اليهم بتفجير الفرقاطة اذا اقتربت».
وأضاف أن قراصنة شوهدوا وهم يسيرون على ظهر السفينة، وهم يحملون اسلحة آلية وقاذفات صواريخ، مشيرا الى ان شكل السفينة مطابق لوصف «السفينة الأم كما ورد في التقارير حول القرصنة». وهذه «السفن الأم» سفن شحن تحمل زوارق سريعة يستخدمها القراصنة في مهاجمة السفن الاخرى.
وقال ضابط طلب عدم ذكر اسمه «حسبما شاهدنا في الصور، فإن سفينة القراصنة دمرت تماما».
وتعد الهند من دول عديدة ارسلت سفنا حربية قبالة السواحل الصومالية، لمواجهة عمليات القرصنة البحرية التي تزايدت بصورة مثيرة. ويعد فقدان احدى هذه «السفن الأم» ضربة شديدة للقراصنة.
وأفادت مصادر في المنطقة أن القراصنة يمتلكون اثنتين من هذه «السفن الأم» إحداهما تنشط في خليج عدن والثانية في المحيط الهندي، وعلى الرغم من ما يتيح لهم مهاجمة سفن على مسافات بعيدة للغاية عن السواحل.
وعلى الرغم من هذه الضربة الشديدة، فإن القراصنة اختطفوا ثلاث سفن جديدة بعد اختطافهم الناقلة السعودية. وبعدها أطلق القراصنة سراح السفينة «إم في غريت كرييشن» التي ترفع علم هونغ كونغ، وأفرجوا عن افراد طاقمها الـ،25 وهم 24 صينيا وسريلانكي، كانت قد اختطفتهم منذ شهرين.