ابن لادن كولومبي يشيع الأمن في بوغوتا

أغوير يطوف شوارع بوغوتا. أرشيفية

يثير اسم زعيم القاعدة اسامة بن لادن الخوف والرعب في قلوب الملايين في العالم الغربي، بيد ان الوضع في العاصمة الكولمبية بوغوتا خلاف ذلك حيث اصبح ابن لادن الآن رمزا للحماية والامن.
ويلبس هذا (ابن لادن) عمامة مصنوعة من النسيج الابيض ويربي لحية طويلة يخالطها البياض، حيث يطوف باكثر ضواحي بوغوتا خطورة، يحمل في يده عصا ومنجلا من صنع محلي، متعاونا مع الشرطة المحلية في ضبط الامن. ولا ينتمي الى ميليشيا اسلامية ولا يعتنق حتى الاسلام، الا ان وجوده استقطب رضا السكان. ويدعي انه امسك بيده المجردة اثنين من القتلة وعشرة لصوص. وتم اعتقاله مرتين من قبل الشرطة التي لم تكن تعلم انه يتعاون معها الا انه اطلق سراحه في المرتين، ودرج على الطواف بالممرات المظلمة طوال 13 عاما، الا انه اتخذ مظهر ابن لادن بعد احداث 11 من سبتمبر 2001 عندما لاحظ احدهم انه يحمل شبهاً كبيراً بزعيم القاعدة.

ويقول رجل شرطة يطوف المنطقة نفسها «نعم انه يتعاون في بعض الاحيان ويضرب اللصوص ثم يتصل بنا للتعامل معهم، كما انه يحرس المتاجر والاندية الليلية».

ويقول انه بعد تفجيرات القاعدة في اسبانيا عام 2004 حيث تعيش اخته حلق لحيته «ولكني داومت على الخروج كالمعتاد للشوارع لضبط الامن بيد اني لاحظت ان الناس لا يحترمونني كالسابق، ولهذا السبب اطلقت لحيتي من جديد».

لم يكن اغوير مواطنا من دون خبرة عسكرية ففي ثمانينات القرن الماضي بعد ان اكمل خدمته العسكرية تم تعيينه في القوات الشبيهة بالعسكرية في منطقة ماجدلينا «تم تعييني لأنني كنت الافضل في الرماية في فصيلي».

وبعد عام من الخدمة في هذا السلاح اعتقله المتمردون اليساريون، ويقول انهم علقوه بين شجرتين وقطعوا جلده بالسكاكين الحادة قبل ان يطلقوا عليه ست رصاصات، ويقول انه بعد هذه الحادثة صار الناس يلقبونه بأبطال الافلام مثل «رامبو»، و«ماكغيفر»، و«داي هارد»، ويعيش على الهبات من السكان المحليين ومالكي المتاجر

ولد اسامة الكولمبي لأب سعودي وأم كولمبية ويقدم نفسه على انه «حمد بن حسن هتشر»، على الرغم من ان اسمه الحقيقي هو فيرناندو اغوير. ويقول عن نفسه «لقد رأيت صورا لابن لادن في المجلات والتلفزيون ولهذا السبب اطلقت لحيتي وبدأ الناس يقولون عني إنني اشبه ابن لادن».

اغوير، والذي يقول ان والدته تركت المملكة العربية السعودية عندما كان عمره ثمانية اشهر، يتندر عن نفسه قائلا ان الشبه قد يكون اكثر من مصادفة، «ففي بعض الاحيان عندما انظر الى صورته اعتقد بأنه والدي».

وحتى 11 من سبتمبر لم يسمع اغوير بالقاعدة او زعيمها، وكان الناس ينادونه في ذلك الوقت بالننجا اشارة لعصابة الننجا المشهورة، وبعد احداث سبتمبر غير بدلته واصبح يناديه السكان بابن لادن، ويقول ساخراً «لقد جعلت هذه التسمية مهمتي سهلة للغاية لأن الناس يحترمون ابن لادن اكثر من الننجا» .

لمشاهدة المزيد من الصور يرجى الضغط على أيقونة معرض الصور معرض الصورالموجودة في الأعلى.

تويتر