تظاهرة للتيار الصدري وسط بغداد رفضا للاتفاقية الامنية
تظاهر الآلاف من مناصري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اليوم الجمعة في بغداد رفضا للاتفاقية الامنية بين بغداد و واشنطن التي ستحدد مصير القوات الاميركية في العراق.
وتجمع الاف المتظاهرين الذين جاء معظمهم من مدينة الصدر (شرق) في ساحة الفردوس في شارع السعدون وسط بغداد، منذ ساعات الصباح الاولى. وتلا خطيب الصلاة الشيخ عبد الهادي المحمداوي بيان عن الصدر خاطب فيه العراقيين قائلا "ان لم تخرج اميركا فاني ومن معي معكم لاخراجهم بالطريقة التي ترونها مناسبة ما دامت لا تخالف شرع الله".
واضاف "اني قد ابلغت الحكومة والشعب رفضي الاتفاقية وتوقيعها". واكد الصدر "سيبقى المقاومون مستمرون على عملهم ولن يثنيهم توقيع الاتفاقية عن عملهم المقدس".
ورفع المتظاهرون اعلاما عراقية ورايات اسلامية وصورا للصدر، فيما حمل اخرون لافتات كتب عليها "كلا كلا لاتفاقية الذل" و"كلا كلا للاحتلال" و"عراق واحد شعب واحد لا للاتفاقية" و"على قوات الاحتلال مغادرة العراق حالا".
وحملت احدى اللافتات خارطة للعراق ثبت عليها قفل ومعه ثلاثة مفاتيح، اميركي وبريطاني واسرائيلي وتساقطت منها قطرات دم.
كما علق المتظاهرون دمية للرئيس الاميركي جورج بوش وهو يحمل بيده حقيبة كتب عليها "الاتفاقية الامنية" وباليد الاخرى سوطا.
وقال نوفل فرج (36 عاما) احد المنظمين "جئنا تلبية لدعوة الصدر للصلاة والتظاهر رفضا للاتفاقية ورفضا للاحتلال". واضاف ان "الاتفاقية ليست واضحة ولا تؤمن خروج الاحتلال من العراق".
وشارك في التظاهرة اثنان من علماء الدين السنة، وفقا لمراسل فرانس برس. وقال الشيخ قتيبة عماش النداوي الامين العام المساعد لعلماء المسلمين في العراق في كلمة القاها خلال التظاهرة، ان "علماء العراق معكم، مع العراق، مع الصوت الثائر الحر. كلا للاذعان كلا لاتفاقية الاذعان والهوان والخذلان". واضاف "لا للاتفاقية وتوقيعها ونعم والف نعم لكرامة العراق".
وفرضت قوات الامن العراقية اجراءات امنية مشددة، وانتشر جنود وعناصر من الشرطة حول موقع التظاهرة وعلى سطوح المباني.
وقال الشيخ طلال السعدي امام مسجد الكاظمية لفرانس برس "جئنا، طاعة لامر مقتدى الصدر الذي طلب ان نتظاهر لنعلن للعالم وللسياسيين اننا ضد الاتفاقية". واضاف ان "الاتفاقية تسمح للاحتلال بالبقاء ثلاث سنوات فيما يقترح (الرئيس الاميركي المنتخب باراك) اوباما انسحابا خلال 16 شهرا"، وتابع "نطلب من الحكومة العراقية ان تصبر وتنتظر امر اوباما بالانسحاب" الكامل.
كما شارك في التظاهرة بعض من نواب الكتلة الصدرية في مجلس النواب. وقال النائب فلاح شنشل لفرانس برس ان "التيار يحاول جمع اصوات في البرلمان للوصول الى غالبية ترفض تمرير الاتفاقية".
وكان الصدر اعلن الاسبوع الماضي تشكيل كتائب باسم "لواء اليوم الموعود" قال انها ستقاتل الاميركيين في حال بقائهم في العراق.
وحذر الصدر من عدم دعم الولايات المتحدة للعراق، قائلا "لتعلم الحكومة ان اميركا لم ولن تنفعها ...ولتعلم ان الشعب هو الذي ينفعها في سرائها وضرائها واذا اخرجت المحتل سيكون جميع العراقيين معها يدا واحدة". كما قد دعا في بيان خلال صلاة الجمعة الماضية الى "اقامة صلاة جمعة موحدة لكل الطوائف في ساحة الفردوس ببغداد الجمعة المقبلة، لتتضافر جهود جميع المسلمين سنة وشيعة من اجل افشال توقيع الاتفاقية التي تريد بيع العراق".
وكانت الحكومة العراقية اقرت الاحد الاتفاقية الامنية التي تنظم الوجود العسكري الاميركي في البلاد بعد 31 ديسمبر المقبل عندما ينتهي تفويض الامم المتحدة لقوات التحالف المنتشرة حاليا في العراق بقيادة اميركية.
واكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس الخميس ان "الاتفاقية هي الاكثر ضمانا للشعب العراقي".
وانهى مجلس النواب العراقي الخميس القراءة الثانية لمسودة الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة، رغم معارضة الكتلة الصدرية التي اخذ نوابها يطرقون على الطاولات لعرقلة القراءة.