الفقر يطال الجنود البريطانيين

جنود بريطانيون قد يغادرون الجيش لضعف الرواتب. أرشيفية

تعاني القوات البريطانية أزمة حقيقية طالت عددا واسعا من عناصرها ما أدى إلى تراجع أدائها في الميادين القتالية. وحسب تقرير قدم لقائد القوات البريطانية، الجنرال سير ريتشارد داناتانهارت، فإن معنويات الجنود والضباط تنهار شيئا فشيئا تحت وطأة تدني الأجور ونقص الأعداد والسكن في أماكن قذرة. ومن ثم فقد يتحول آلاف الجنود البريطانيين إلى فقراء، بينما يصارع عدد أكثر من ذلك لتوفير الحاجيات المعيشية الأساسية لأسرهم. وكشف التقرير كذلك أن عددا كبيرا من الجنود البريطانيين لا يتغذون بصورة ملائمة، لأن كل ما لديهم من مال ينفد قبل نهاية الشهر.

ويحصل أكثر من ألف جندي ممن لا يتقاضون إلا راتبا واحدا على إعفاءات ضريبية، لكن التقرير يشير إلى أن « عددا كبيرا من صغار الجنود يحسون بأنهم اضطروا لترك الجيش لأنهم لا يستطيعون إعالة أسرهم بالراتب الذي يتقاضونه حاليا من الجيش» .

ويضيف التقرير أن الجنود يعانون «شكوى التعب» ووتيرة الحياة «المحمومة» وكذلك الكميات المتزايدة من الأعمال البيروقراطية في الوقت الذي يفترض فيه أن يكونوا يتدربون لخوض الحرب. ويكشف التقرير كذلك للمرة الأولى أن عشر وفيات لجنود بريطانيين في العراق وأفغانستان عام 2007 كان من الممكن تفاديها بشكل كامل، مؤكدا أنها تعود لقصور في التدريب. وربما سيساهم منح العسكريين راتبا لائقا في المحافظة على معنوياتهم، مؤكدا في الوقت ذاته أن انخفاض الرواتب هو «المصدر الأول لاستياء الجنود والضباط على حد سواء»، كما ينبه المسؤولون إلى أن كثيرا من الجنود لم يتلقوا رواتبهم منذ ستة أشهر بسبب أخطاء إدارية، وأن عددا آخر لم يستفيدوا من حقهم في الإجازة بسبب نقص الأعداد الذي يعانيه الجيش.

وفي رده على هذا التقرير أعرب دانات عن استيائه العظيم، خصوصاً من تقصير المقاول الذي تولى بناء الثكنات العسكرية، كما نقل عنه مطالبته الجنود والضباط باقتراح ما يرونه مناسبا للتغلب على ضغوط الحياة التي يتعرضون لها.

تويتر