مشكلات اليمن تعوقه عن مواجهة القرصنة
القراصنة الصوماليون الذين يستهدفون سفناً في خليج عدن غالبا ما يشنون هجماتهم قبالة سواحل اليمن، وهي دولة لا تملك موارد كافية لمعالجة مشكلة القرصنة البحرية بمفردها.
ويقول دبلوماسيون في صنعاء ومحللون ان السفن عادة ما تسلك ممرات بحرية بالقرب من اليمن لتجنب الاقتراب من مراكز القراصنة في الصومال أو الاقليمين المنشقين عنها، وهما «أرض الصومال» و«بلاد بنت»، لكن ليس هناك دلائل على أي مشاركة يمنية في الهجمات.
وهم لايستبعدون وجود صلات بين القراصنة ومئات الالوف من الصوماليين اللاجئين والمهاجرين في اليمن، لكن لا يمكن تأكيد نظريات عن أن القراصنة أقاموا علاقات مع شبكات اجرامية هناك على مدى سنوات من تهريب البشر.
غير ان محللين يرون أن مشكلات اليمن المزمنة تشكل تهديدا كبيرا محتملا للنظام في منطقة القرن الافريقي.
وخلص الباحث جيني هيل في ورقة بحث أصدرها مركز دراسات تشاتم هاوس في لندن الاربعاء الماضي إلى ان «الاضطرابات المستقبلية في اليمن قد توسع نطاق المنطقة غير المحكومة بالقانون من شمال كينيا عبر الصومال وخليج عدن حتى السعودية».
وقال دبلوماسي أوروبي في صنعاء إن الحكومة اليمنية تشعر بقلق بالغ بشأن الافتقار للامن البحري فيما يرجع جزئيا الى احتمال أن يضر ذلك بجهود جذب الاستثمارات الاجنبية.
ويشمل ذلك أعمال التنقيب عن النفط في الحقول البحرية ومحطة للغاز الطبيعي المسال، من المقرر أن تبدأ العمل العام المقبل، وكلاهما حيوي لمواجهة تراجع انتاج النفط. ويمثل النفط حاليا ٩٠٪ من ايرادات الصادرات اليمنية، ونحو ٧٥٪ من ايرادات الدولة.
ورغم التدريب والمساعدات الغربية مازال حرس الحدود والبحرية اليمنية يفتقران للمعدات الكافية، حتى للقيام بدوريات على امتداد الساحل الذي يبلغ طوله ١٩٠٦ كيلومترات لمواجهة الزوارق المحملة بلاجئين صوماليين يتم تهريبهم الى شواطئ اليمن كل عام.
وقال دبلوماسي آخر في صنعاء «تظهر أحدث بيانات أن البحرية اليمنية تملك ١٥ سفينة، تسع منها فقط عاملة، واثنتان قادرات على الابحار في المياه العميقة».
وأضاف «اليمن يفتقر للقدرة الفعلية على مراقبة المياه العميقة في منطقة خليج عدن».
وتمكن القراصنة الذين يعملون في عرض المحيط من مراوغة قوات البحرية الاجنبية التي تحاول وقفهم واستعرضوا قدراتهم الاسبوع الماضي بالاستيلاء على ناقلة نفط سعودية عملاقة تحمل شحنة نفط تبلغ قيمتها نحو مائة مليون دولار، على مسافة 450 ميلا بحريا جنوب شرق مومباسا في كينيا.
وتقوم قوة بحرية تضم سفنا من حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي بحراسة ممر ملاحي فيخليج عدن. وتنتشر سفن حربية أميركية وفرنسية وروسية كذلك قبالة الصومال.
وأبلغ رئيس وزراء الصومال، نور حسن حسين «رويترز» الاربعاء الماضي أن الدوريات البحرية وحدها لا يمكنها القضاء على القراصنة الذين يرتبطون بـ «شبكات اجرامية» خارج الصومال.