عباس: لا شروط على الوثيقة المصرية وأيادينا ممدودة للوحدة

أبومازن: منطق التكفير والتخوين والانصياع لأجندات إقليمية أمور يرفضها الشعب الفلسطيني. أ.ف.ب

قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إن السلطة الوطنية لا تضع شروطاً على الوثيقة المصرية للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية وإنه يمدّ يده للوحدة بين الفلسطينيين التي ستزيد من قوتهم. وهاجم عباس حركة المقاومة الاسلامية «حماس»، التي اعتبرت أن الهجوم وأهدافه من الحوار تتوافق بالكلية مع مصالحه والرؤية «الصهيو أميركية».

وتفصيلاً، قال عباس في افتتاح مؤتمر للاستثمار عقد في نابلس أمس «لا نضع شروطاً على الوثيقة المصرية، فغايتنا تحقيق مشروعنا الوطني بإقامة دولتنا المستقلة الديمقراطية».

وأضاف «أيادينا ممدودة للوحدة؛ لأن الوحدة قوة والانقسام ضعف»، مؤكداً أن منطق التكفير والتخوين والانصياع لأجندات إقليمية أمور يرفضها الشعب الفلسطيني.

واعتبر أن لا تنمية فعلية ومستدامة في ظل الاحتلال، مشيراً إلى أن تصاعد الإجراءات الإسرائيلية «يعيق محاولاتنا التنموية».

وأكد عباس جدية السلطة في برامج الإصلاح وسياسة الحكم الرشيد، مشدداً على دور الحكومة والمؤسسات المختلفة في ترجمة هذه البرامج والسياسات إلى حقائق واقعية «بما يخدم أهدافنا في التحرر والتنمية والاستقرار».

وأضاف أن تنفيذ السلطة مئات المشروعات الصغيرة والمتوسطة في المناطق الريفية، والأكثر تضرراً من جدار الفصل العنصري والاستيطان، يأتي لتعزيز قدرة المواطنين الفلسطينيين على الصمود.

وقال إن استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في التجاهل والتسويف بشأن الإقرار بحقوق الفلسطينيين، وإمعانها في مخالفة الاتفاقات يعرض مستقبل عملية السلام لخطر حقيقي، ويقوض الجهود التي تبذلها السلطة الوطنية في مختلف المجالات.

وأضاف الرئيس الفلسطيني أن حماية مستقبل حل الدولتين «تتطلب منا ومن الأطراف الإقليمية والدولية حماية وحدة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، بإلزام إسرائيل بالوقف الشامل للاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري والتوقف عن هدم المنازل، مكرراً رفضه للحلول المجتزئة والانتقالية أو إعلان مبادئ أو تأجيل أي قضية من القضايا».

وأعرب عن تطلعه إلى الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب باراك أوباما للانخراط الفوري في عملية السلام على أساس الالتزام بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، بما فيها المبادرة العربية للسلام، وبما يضمن إنهاء الاحتلال والانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 وإطلاق سراح الأسرى البواسل من سجون الاحتلال.

وندد عباس في مهرجان جماهيري في سلفيت باعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية. وقال «مهما حاول قطعان المستوطنين ان يعتدوا على زيتوننا وأن يجتثوا الزيتون الذي يرمز لفلسطين لن يستطيعوا ذلك».

من جهتها، اعتبرت حركة «حماس»، على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم، أن حديث عباس عن الحوار و«حماس» في مؤتمر فلسطين للاستثمار يكشف النقاب عن مخططه الحقيقي وأهدافه الخاصة من الحوار، وهي عزل «حماس» من الساحة السياسية الفلسطينية وإخراجها من شرعيتها وحصوله على التمديد والتفويض فقط وليس الوحدة والمصالحة، وقالت «هذا يتوافق بالكلية مع الطرح الإسرائيلي والأميركي».

ورأى أن حديث عباس عن الحوار ودعوته إليه هو استمراره في تضليل الرأي العام وتهرب من مسؤوليته المباشرة عن الحيلولة دون انعقاد جلسات الحوار في القاهرة.

اعتصامات دولية لمطالبة مصر بفتح معبر رفح 
أعلنت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة وعدد من المنظمات الحقوقية والإنسانية والشعبية أمس استعدادها للقيام باعتصامات أمام السفارات المصرية في عدد من الدول الأوروبية للاحتجاج على الحصار المفروض على قطاع غزة.

وقالت في بيان إن تلك الاعتصامات للإعراب عن الرفض الشعبي الأوروبي لدور مصر في المشاركة في الحصار عن طريق التشديد في إغلاق معبر رفح الفاصل بين مصر وغزة.

وعبرت الحملة عن تقديرها «للدور التاريخي للشعب المصري» في مناصرة القضية الفلسطينية، لكنها شددت على أن الاستمرار في إغلاق معبر رفح يضر بصورة مصر. وأكدت أن ذلك يضع مصر في خانة المحاصرين للشعب الفلسطيني في أشد الأوقات، حيث نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء وإغلاق المخابز وازدياد الحالات المرضية التي تتوفى جراء إغلاق المعابر.

وطالبت الحملة بتحرك عربي وغربي للضغط على السلطات الإسرائيلية لفتح المعابر وإنهاء الحصار عن القطاع بصورة كاملة، وذلك عبر المبادرة في تسيير قوافل الإغاثة إلى القطاع.

إلى ذلك، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية المقالة من خطر توقف اكبر مستشفيات في قطاع غزة عن العمل اذا استمر الحصار.

وقالت الوزارة في بيان إن مجمع الشفاء الطبي ومستشفى غزة الأوروبي دخلا في ازمة حقيقية تنذر بوقوع كارثة صحية نتيجة تعطل المولدات الكهربائية الرئيسة جراء منع الاحتلال الاسرائيلي ادخال قطاع الغيار والزيوت اللازمة لتشغيلها.

على صعيد متصل، أعلنت كتائب أبوعلي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قصف مدينة عسقلان بصاروخين من نوع «صمود» المطور، في إطار ردها «على مجازر المحتلين الصهاينة وثأراً لدماء مقاومينا وشعبنا».
غزة ــ وكالات

تويتر