العالم بحاجة إلى ملايين غيفارا
ذكّرت أليدا غيفارا ابنة المناضل العالمي تشي غيفارا أمام حشد أتي لرؤيتها في نقابة الصحافيين المصريين في القاهرة أول من أمس، بآراء والدها الثورية ضد «الإمبريالية والهيمنة» وشنّت هجوماً شرساً ضد السياسات الأميركية في كوبا والعراق وفلسطين وأفغانستان، وشكّكت في قدرة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما على التغيير في مواجهة الاحتكارات، مؤكدة أن عالمنا بحاجة إلى ملايين غيفارا كي يتغير».
وتفصيلاً، قالت اليدا غيفارا في احتفالية بعيد ميلادها في القاهرة، كان اللافت فيها حضور التيار الديني توازياً مع التيارين اليساري والناصري أنها «تزداد فخراً كل يوم بأنها ابنة الثوري الراحل تشي غيفارا، وتعتقد أن العالم الآن بحاجة إلى ملايين من أمثاله، وهم بالفعل موجودون ولكننا للأسف ليست لدينا القدرة على التعرف إليهم، لمواجهة الظلم الذي استشرى في عالم اليوم.
واستطردت اليدا «تعلمت في مدرسة ابي ان السياسة هي المساواة والتضامن والتفاهم والحب بين الشعوب، وسعادتنا الحقيقية تقديم المساعدة من دون ان نتذكر اننا قدمناها، لكننا نتذكر جيداً من قدّم لنا المساعدة، لذلك يجب ان نقف في وجه الهيمنة، وأن نصنع عالماً لا يكون فيه الدين أو اللون أو العِرق سبباً في الاضطهاد».
وشددت على أنه «يحب دائماً ان نناضل حتى النصر دائماً كما قال تشي، فمن حق الدول والشعوب ان تعيش بكرامة. وأن تحلم بعلاقة يسودها الاحترام بين الأمم، وبالتمتع برعاية صحية وتعليمية مجانية ومستوى يتناسب تماماً مع أعلى درجات كرامة الإنسان»، وفي ما يخص التغيير السياسي في أميركا قالت «انها لاتثق في اوباما ولاتأمل في قيامه برفع الحصار عن بلدها كوبا، لأن تغير رئيس في اميركا لايعني تغير سياسات الولايات المتحدة، فالرئاسة هناك منصب شرفي، فمن يحكم اميركا هو الاحتكارات الكبرى صاحبة المصلحة في الحرب والحصار، والتغيير الحقيقي يبدأ بخروج اميركا من افغانستان والعراق، وتغيير سياستها في فلسطين، وهذا صعب على رئيس اميركا الجديد، وان كنا نأمل ان تغير الأزمة المالية طريقتهم في التفكير وتبقى الطريقة الوحيدة لإحداث التغيير هي مساندة افغانستان والعراق وايران وفلسطين وكل المظلومين في مواجهة الامبريالية التي تسود العالم».
وقالت الطبيبة الكوبية «هنا في العالم العربي نأمل ان تكونوا اكثر قوة واكثر وحدة، كما نرجو ان نستعيد قوة حركة عدم الانحياز وان نوحد قوانا معا كعالم حر، وهنا في افريقيا ثروات ضخمة يجب ان نوقف التوتر الذي اهدرها، ويجب ان نتحول من مجرد مساهمين في بنوك الدول الأخرى إلى صناع للتنمية في بلادكم».
وأشارت إلى ان «جزءاً من المكون الكوبي افريقي، عندما تشاهدون الرجال والنساء يرقصون على موسيقانا فإنهم يبدون تماماً كأفارقة، ونحن في كوبا نشعر بأن علينا دين لهذا الجزء الثري الذي ننتمي اليه».
وعلى صعيد ذكرياتها الشخصية، حكت أليدا عن المرة الأخيرة التي شاهدت فيها والدها وكان عمرها خمس سنوات، عندما كان متنكرا في زي شخص اخر، كان رجلاً طويلاً يرتدي الملابس العسكرية، وقالت «كان يربت على اخي وهو على كتف امه، وعندما حملني شعرت انه ابي لأنني لم اشعر بمثل هذه السعادة ابداً، ولم انس تلك اللحظه التي ظلت خالدة ولأن والدتي كانت تحبه كثيرا لم تشعرنا بغيابه، كانت تحدثنا عنه دائماً، عرفت ان ابي القائد المناضل الزعيم الثوري، عرفت ذلك من امي، واصدقائه الذين اعتنوا بنا وكانوا يزوروننا دائماً، وتعلمت أن أرى ابي في وجوه الجميع، كان محارباً رائعاً وزعيماً كبيراً لايعصي له احد امراً، لأن رجاله كانوا يعرفون انه لايأمر بشيء لايفعله هو، انا لا اراه زعيماً فقط بل كرجل كان يعرف كيف يحب انه نموذج كان يحاول دائماً ان يشكل اجيالا تناضل، انه نموذج نحتاجه بشكل يومي، تحتاج ان تترك عقلك مفتوحاً، وان تدافع عما تحتاجه بالفعل، وان تتضامن مع من حولك وان تكون أميناً مع ما تفكر فيه وتحبه»
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news