عباس: انتخابات قريباً إذا رفضت «حماس» الحوار

مؤتمر في دمشق حول حق العودة للاجئين الفلسطينيين. رويترز

قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، عرضا لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» لاستئناف الحوار الداخلي على أساسه، وقال انه سيدعو الى انتخابات رئاسية وتشريعية مطلع العام المقبل، اذا لم تقبل «حماس» هذا العرض، لكن الحركة رفضت إجراء انتخابات مبكرة. جاء ذلك في وقت أكد رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، ان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين لا يُلغى بالتعويض ولا بالتوطين ولا بالوطن البديل.

وفي التفاصيل، قدم عباس عرضه في وثيقة اعلنها في افتتاح المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله، مؤكدا ان اعضاء اللجنة التنفيذية توافقوا عليها.

وتنص الوثيقة التي عرضها عباس على اعضاء المجلس المركزي من اجل المصادقة عليها، على «الشروع الفوري في حوار وطني شامل من دون شروط مسبقة» وتتضمن اربع نقاط، قال عباس انه «يجب التعامل معها كرزمة كاملة».

وأولى هذه النقاط «تشكيل حكومة فلسطينية توافق وطني مؤقتة وانتقالية تتفق الفصائل على تكوينها، وتلتزم ببرنامج منظمة التحرير».

اما المحاور الثلاثة الاخرى فهي «إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وفق التمثيل النسبي الكامل»، و«إعادة بناء الأجهزة الامنية على أسس مهنية وليست فصائلية»، و«تطبيق ما جاء في إعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني بشأن إعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية».

ونصت الوثيقة على «العمل الجدي» من اجل تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية، واستحداث نظام جديد لانتخابات المجلس الوطني، وفق التمثيل النسبي الكامل.

وهدّد عباس بأنه سيدعو الى انتخابات تشريعية ورئاسية مطلع العام المقبل اذا لم ينجح الحوار. وقال «اذا لم ننجح في الحوار حتى مطلع العام المقبل، فستكون هناك دعوة ومرسوم رئاسي لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية». واضاف «نحن حريصون على الحوار واستمرار الحوار، ولم ندخر جهدا من اجل هذا الحوار وانجاحه، لكن اذا لم ننجح فإنني سأدعو الى انتخابات رئاسية وتشريعية مطلع العام المقبل».

إلى ذلك، اكد عباس انه لم يتم الاتفاق على اي قضية مع الجانب الاسرائيلي خلال سلسلة المفاوضات المكثفة. وقال عباس «لم نتفق إلى الآن على اي قضية، والملفات جميعها مفتوحة».

وبالمقابل، رفضت «حماس» عرض عباس، وقال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، «نرفض هذه الدعوة، لأنها غير قانونية وغير دستورية، وليس هناك قانون يتحدث عن انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة».

واضاف ان هذه التصريحات «تؤكد ان الرئيس عباس ليس في نيته انجاح الحوار، وانه مستمر في وضع العراقيل».

وتابع برهوم «وانما يريد بهذه الدعوة الحصول على التفويض والتمديد حتى يبقى رئيساً للشعب الفلسطيني، وليستمر في المفاوضات مع المحتل، وتطبيق الاجندات الصهيو ـ اميركية على انقاض التوافق الوطني» الفلسطيني.

وفي دمشق، دان مشعل خلال مؤتمر حول حق العودة للاجئين الفلسطينيين، امس، «بكل قوة استمرار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، والاصرار على استمرارها في ظل الانقسام الفلسطيني»، مؤكدا ان «المفاوض الفلسطيني غير مؤهل، وغير مفوض لذلك».

واكد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» أن حق العودة «لا يُلغى بالتعويض ولا بالتوطين ولا بالوطن البديل». وقال ان «مَنْ يساوم على حق العودة او يتساهل فيه هو متورط في مصادرة حق العودة الذي هو من اهم حقوق شعبنا، ومتورط في مشروعات التوطين والوطن البديل». ودعا في المؤتمر الذي يحضره شخصيات سياسية وفكرية وباحثون من 54 دولة عربية واجنبية، العرب والمسلمين الى كسر الحصار الذي تفرضه اسرائيل على غزة، وقال مشعل «عار ما يجري في غزة على النظم العربية والاسلامية قبل ان يكون عارا على المجتمع الدولي»، مضيفا ان «كل دولة عربية تستطيع ان ترسل سفينة عبر البحر الى غزة».

كما دعا الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما الى «تقديم شيء» للشعب الفلسطيني. وقال ان «انتخاب اوباما يشكل لا شك تغييرا، لكن ادعو العرب الى عدم تقديم اي مبادرة جديدة، او التورط في اي تطبيع». واضاف «نحن لسنا مطالبين بتقديم اي شيء»، مؤكدا ان «اوباما هو المطالب بأن يقدم شيئا للعالم والشعب الفلسطيني والعراقي والأفغاني».

تويتر