الشركات البحرية تطالب الأمم المتحدة بمحاصرة الصومال
طلبت شركات بحرية من الأمم المتحدة في اجتماع عقدته أمس في كوالالمبور فرض حصار على السواحل الصومالية لمنع القرصنة. فيما أعلنت مصادر ملاحية وصومالية متطابقة خفض خاطفو الناقلة السعودية «سيروس ستار» الفدية المطلوبة من 25 مليون دولار إلى 15 مليون دولار.
وتفصيلاً، دعت الشركات خلال مؤتمر اقليمي حول الامن البحري الى توضيح شروط التدخل لتتمكن السفن من اعتراض القراصنة الناشطين في خليج عدن وملاحقتهم قضائياً.
وقال ممثل جمعية «انترتانكو» الدولية لأصحاب ناقلات النفط، بيتر سويفت، «من الجيد ان نرى الامم المتحدة تنسق تحركاً بحرياً قبالة الصومال. يمكن (للأمم المتحدة) فرض حصار على طول السواحل الصومالية».
وحذر من انه اذا لم تتوقف اعمال القرصنة، فستكون لها انعكاسات خطرة على التجارة الدولية التي تعتمد بنسبة 90% على النقل البحري.
وقال لوكالة «فرانس برس» «نطالب الامم المتحدة منذ فترة طويلة بتوفير دعم بحري للبحرية التجارية لحماية البحارة والتجارة العالمية»، مضيفاً انه طلب دعماً بحرياً ودوريات جوية.
وقال رئيس جمعية «نيبون فاونديشن» الناشطة من اجل تحسين امن السفن، وهاي ساساكاوا، «يجدر بالامم المتحدة التدخل. على الامم المتحدة نشر بعثة بحرية للحفاظ على السلام. عندها سيفكر القراصنة ملياً قبل التحرك».
وأرسل حلف شمال الاطلسي في نهاية اكتوبر الماضي اسطولاً صغيراً من اربع بوارج حربية الى المنطقة.
ومن المقرر ان يتولى الاتحاد الاوروبي المهمة عنه في الثامن من ديسمبر المقبل بإرساله خمس او ست سفن مدعومة من طائرات خاصة بالدوريات البحرية.
كما تشارك حالياً سفن من دول عدة منها فرنسا واسبانيا وروسيا والهند وكوريا الجنوبية، فضلاً عن سفن اميركية تابعة للقوة الضاربة 150 الخاصة بمساندة العمليات في افغانستان، في ضمان الامن في هذه المنطقة الحيوية بالنسبة للتجارة العالمية.
وعلى صعيد متصل، ذكر مسؤول بالحكومة الايرانية في تصريحات نشرت أمس أن بلاده يمكن أن تستخدم القوة ضد القراصنة الذين يخطفون السفن اذا لزم الامر، وذلك بعد الاستيلاء على سفينة تستأجرها ايران قبالة ساحل اليمن الاسبوع الماضي.
وكانت السفينة «ديلايت» التي تحمل علم هونغ كونغ وعلى متنها طاقم مكون من 25 فرداً وتحمل 36 ألف طن من القمح قد خطفت الاسبوع الماضي وهي في طريقها الى ايران قادمة من ألمانيا. وكانت مستأجرة من قبل شركة خطوط الشحن الايرانية وهي أكبر شركة شحن في البلاد.
وقال مسؤول بالشركة أمس نجري اتصالاً مع السفينة وفي الوقت الجاري الجميع «أفراد الطاقم» بصحة جيدة. ولم يدل بمزيد من التفاصيل.
من جهة أخرى قال زعيم اسلامي ومجموعة ملاحة بحرية اقليمية أمس ان القراصنة الصوماليين الذين يحتجزون ناقلة نفط سعودية (سيريوس ستار) في اضخم حادث من نوعه قللوا الفدية التي يطلبونها الى 15 مليون دولار.
ونقل عن مجموعة القراصنة التي تحتجز «سيريوس ستار» قولها في بادئ الامر إنها تسعى لفدية 25 مليون دولار مقابل اطلاق سراح الناقلة التي خطفت من المياه الصومالية على بعد نحو 450 ميلاً بحرياً جنوب شرق كينيا.
لكن المتحدث الاسلامي عبدالرحيم عيسى ادو الذي يوجد رجاله في هارادهيري وهي المنطقة التي ترسو قبالتها الناقلة قال ان المبلغ الاصلي للفدية خفض.
وقال أندرو موانجورا منسق برنامج الملاحين في شرق إفريقيا ومقره مومباسا ان مصادره تؤكد خفض الفدية الى 15 مليون دولار. وأضاف «توغلت السفينة في البحر لكنها لا يمكن أن تبتعد كثيراً بسبب الدوريات».
ويوجد في المنطقة أكثر من 12 سفينة حربية أجنبية، على الرغم من أن محللين يقولون ان المدى الذي ينشط فيه القراصنة الصوماليون شاسع لدرجة يصعب معها السيطرة عليه جيداً.