طاقم أوباما قادر على التواصل مع الكونغرس والبيت الأبيض
أصدقاء قدامى وذوو خبرة في التعامل مع الكونغرس. هم من وقع عليهم اختيار الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، كموظفين مساعدين له في البيت الأبيض. فقد أشار تقرير لوكالة أنباء أسشيوتد برس، في 16 من نوفمبر 2008 تحت عنوان طاقم أوباما يجمع عناصر من واشنطن وأخرى من شيكاغو، إلى أن تعيينات أوباما تعكس رغبته في الجمع بين الموظفين ذوي الخبرة الذين بوسعهم أن يبنوا تواصلاً مع الكونغرس الأميركي، وأصدقائه القدامى من شيكاغو الذين يثق بهم.
وخلال حملته الانتخابية تبنى باراك أوباما توجهًا سياسيا وسطيا بين أفكار الحزبين الكبيرين، الديمقراطي والجمهوري، بعيدًا عن أفكار إيديولوجية جامدة، وهو ما يساعده على ضم قيادات مختلفة معه بعض الشيء.
وعن أعضاء إدارته الجديدة يقول أوباما «إن المعينين الجدد سيكونون بمثابة أعضاء أساسيين في فريقنا ونحن نعمل على جمع الجمهوريين والديمقراطيين معًا لتعزيز قدرتنا على إنعاش الاقتصاد، وجعل واشنطن ملكاً لكل الأميركيين».
ويضيف قائلا «يشكل هؤلاء الأفراد إضافات مهمة لفريق لديه الخبرة والمقدرة على مساعدة أمتنا للتغلب على التحديات التي تضغط عليها في الداخل وحول العالم».
أصحاب خبرة
على عكس إدارة الرئيس، جورج بوش، التي اتسمت بالتوتر في العلاقة بين فرعي السلطة، التنفيذية والتشريعية، هدف أوباما في اختياره موظفي إدارته الجديدة على الاستفادة من مرحلة بوش بالعمل على اختيار موظفين من ذوي القدرة على التواصل مع الكونغرس. وهو ما يؤدي في التحليل الأخير إلى نجاح الإدارة في الوصول إلى حلول ترضي فرعي السلطة بشأن القضايا والملفات، الداخلية والخارجية، المتأزمة التي سترثها الإدارة الجديدة.
وفي هذا السياق، اختار أوباما بيت راوس كرئيس لمستشاريه، في ما يتعلق بإدارة العلاقة مع مجلس الشيوخ. وراوس صاحب خبرة تصل إلى 24 عاماً في التعامل مع الكونغرس ، بوصفه أحد كبار المساعدين في مجلس الشيوخ، وكان يدير مكتب كل من الزعيم الديمقراطي السابق، توم داشل، والسيناتور الديمقراطي ديك دربن.
ويعتبر راوس من أبرز المعاونين ذوي التأثير في مجلس الشيوخ الأميركي، حتى أطلق عليه البعض السيناتور رقم 101 عندما كان رئيسًا لموظفي توم داشل. وبدأت علاقة راوس مع أوباما عندما وافق على أن يصبح رئيس موظفي أوباما، بعدما فقد توم داشل مقعده في عام 2004.
وإلى جانب «راوس»، اختار أوباما رام إيمانويل، رئيسًا لموظفي البيت الأبيض، والذي يجمع بين صداقة شيكاغو والعلاقات مع الكونغرس الأميركي.
وعين أوباما كلاً من منى ستفين، مديرة مؤسسة ستنوبرايدج ، وجيم ميسينا كنائبين لرؤساء العاملين في البيت الأبيض، وعمل ميسينا رئيسًا للعاملين لثلاثة من المشرعين المختلفين، هم السيناتور الديمقراطي عن ولاية مونتانا، ماكس بوكاكس، والسيناتور الديمقراطي عن ولاية نيفادا، بيرون دورجان، والنائب الديمقراطي عن ولاية نيويورك، كارولين مكارثي، كما يتمتع ميسينا بشبكة من العلاقات تمكنه من مساعدة الرئيس أوباما.
واختار أوباما فيل سكيليرو، صاحب خبرة 25 عامًا، قضاها في الكونغرس مساعدًا له في ما يختص بالشؤون التشريعية، ويعمل فيل حاليًا مديرًا للعلاقات مع الكونغرس في فريق أوباما الانتقالي، وكان مستشارًا رفيعًا لأوباما خلال حملته الانتخابية، وعمل في الكونغرس لمدة 25 عامًا.
ويصب تعيين رون كلاين، رئيسًا لموظفي نائب الرئيس جوزيف بايدن، في هذا الإطار، وهو ما أوضحه بايدن بالقول «إن كلاين مستشار أثق به لمدة 20 عامًا»، وعمل كلاين في ثلاثة أفرع من الحكومة الفيدرالية، كما عمل مديرًا للعاملين لعديدٍ من اللجان القيادية للحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ تحت رئاسة توم داشل، وعمل رئيسًا لموظفي نائب الرئيس الأميركي السابق آل غور لمدة أربع سنوات، كما عمل رئيسًا لموظفي النائب العام، جانيت رينو، لعب كلاين دورًا كبيرًا في التحضير لكل المناظرات التي أجريت لكل مرشحي الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية منذ بيل كلينتون عام 1992.
ووصف سيناتور ديمقراطي راوس وميسينا بأنهما من أفضل أصحاب الخبرة في التعامل مع الكونغرس ، فكلاهما يعلم كيف يضغط الأزرار المناسبة لجعل الأمور تمشي في مجلس الشيوخ.
دروس
هناك أسباب دفعت أوباما لهذه التعيينات، من بينها أن أوباما جاء إلى المكتب البيضاوي بقائمة من الوعود يتطلب تنفيذها التعاون من قبل الكونغرس، سواء في ما يتعلق بالأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد الأميركي، أو القضايا الخارجية كالحرب في العراق والوضع في أفغانستان.
ويعتبر جيم مانلي أحد المساعدين الكبار لقائد الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، هاري ريد ، أن ما قام به أوباما يمثل خطوة ذكية ستعزز من تحقيقه انتصارات تشريعية مهمة، حيث يسعى أوباما إلى سن أجندة تشريعية من خلال التوصل إلى أرضية مشتركة بين الديمقراطيين والجمهوريين.
وتشير تعيينات أوباما لفريقه في البيت الأبيض، حسب ما يوضح جوناثان آلن في تقرير نشر في 16 من نوفمبر الجاري إلى أنه تعلم الدرس من جورج بوش الابن، فالتعيينات التي طرحها الرئيس بوش في بداية ولايته الأولى عام 2000 توضح أن مساعدين من تكساس ليست لديهم أية خبرة في التعامل مع الكونغرس، مثل رئيسهم تمامًا، حاكم ولاية تكساس السابق.
فقد أساء بوش التعامل مع الكونغرس خلال السنوات الأولى من ولايته، وبدد بوش رصيد حسن النية الذي كان يحظى به، حيث طور سياسات بدت متناقضة لكثير من المحافظين، وحتى عندما أعيد انتخابه في عام 2004 أصبح ينظر إليه من قبل كثيرين داخل حزبه بوصفه «بطة عرجاء»، لعدم التواصل الشخصي مع مشرعي الكونغرس.
صداقة قديمة
لم تقتصر تعيينات أوباما على من لهم خبرة في التعامل مع الكونغرس، فقد استعان أوباما بأصدقائه القدامى الذين تعرف إليهم في شيكاغو، ومن أبرزهم، فاليري جاريت، المحامية من أصل إفريقي ذات الـ 52 عامًا، حيث اختارها أوباما كبيرةً للمستشارين ومساعدة له في تنسيق العلاقات داخل الحكومة وشؤون العلاقات العامة.
وسوف تشرف جاريت على مكتب الاتصال العام، وتأمل أن يتحول إلى قناة نشطة للتعاون بين الحكومة والمواطنين، وهو ما أوضحته بالقول «كان مستوى مشاركة الناس في الحملة الانتخابية هائلاً، ونريد أن يفهم الناس أن البيت الأبيض ملكهم»، مضيفة أن أوباما «كان ملتزمًا بإدارة حملة انتخابية تعتمد على القواعد الشعبية، ومن ثم فهو يرغب في الحفاظ على هذه الطاقة وتوظيفها بشكل إيجابي».
ويرى بعضهم، خصوصاً من أصدقاء ومستشاري أوباما، أن تعيين جاريت يتجاوز كونها مجرد صديقة قديمة لأوباما أو حتى الدور الذي من الممكن أن تلعبه سفيرةً لمجتمع السود، فهي خبيرة في الإسكان والنقل والرعاية الصحية، كما أنها متخصصة في حل النزاعات والتفاوض
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news