خبراء ينصحون بضرب مسلّحي الصومال والقراصنة معـــاً
أثار الهجوم الذي شنه أخيراً مسلحون صوماليون على احدى قواعد القراصنة، تساؤلاً ملحاً لدى القوى العالمية: من العدو الأول للغرب؟ حيث يعتقد الدبلوماسيون الغربيون والمسؤولون الأمنيون الذين يراقبون الوضع في الصومال، ان استهداف احد الأطراف قد يقوي أو على الأقل يشجّع الطرف الآخر. ويرون أن الطريقة المثلى ضرب الاثنين معاً. وفي حقيقة الأمر فإن ما تمخّض عن السنوات الماضية يشير إلى ان اسوأ اعداء الأسرة الدولية في الصومال هي الاسرة الدولية نفسها. فمع استيلاء القراصنة الصوماليين على 30 سفينة هذا العام، اضافة الى ناقلة النفط السعودية العملاقة، فإن عدد القراصنة المطالبين بفدى تزيد إلى الحد الذي بات يشكّل رعباً للتجارة الدولية.
ويبدو أن المسلحين الإسلاميين الذين سيطروا على العاصمة مقديشو لستة اشهر عام 2006 يستعيدون الآن قواهم ويسيطرون على مناطق في جنوب الصومال، ومن بينهم حركة «شباب المجاهدين» التي تربطها الولايات المتحدة بتنطيم القاعدة.
وتدل الدروس المستفادة من التاريخ على ان الصومال، على الرغم من ابتلائه بالعنف والفقر والأزمات السياسية، لا يثير انتباه العالم الخارجي ولا يستقطب إرادته السياسية إلا عندما يشكّل تهديداً لبقية دول العالم.
ويرى محللون سياسيون عديدون انه منذ انهيار آخر حكومة مركزية في الصومال عام ،1991 فإن العالم خذل الصومال وخذل نفسه، لا سيما بعد عام .2004 ويقول الخبير في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن، برونيون برتون، «إننا نرمي الى إحداث أذى كبير بالصومال اكثر من ان نفعل به خيراً، هذا هو الإجماع العالمي».
وعلى الرغم من ذلك، يظل خيار مطاردة القراصنة او المسلحيين الإسلاميين، الذين يرى بعضهم اجتثاث شأفة القراصنة بأنفسهم، من دون طائل، طالما عجزت الحكومة الصومالية الانتقالية عن احداث نوع من الاستقرار النسبي في البلاد، حيث ان سلطة الحكومة هذه محدودة للغاية ولا تمتد سوى لكيلومترات معدودة، وانها بقيت حتى الآن لأنها مدعومة بقوة الجيش الإثيوبي الموجود هناك. وهذا الشهر اقر الرئيس الصومالي عبدالله يوسف بأن حكومته فقدت السيطرة على معظم البلاد بسبب تزايد قوة المسلحين الإسلاميين، الذين على العكس من الحكومة الصومالية تتوافر لهم الارادة لاجتثاث القرصنة.
عن «فاينانشيال تايمز»