أوباما والأوروبيون غير متحمسين لـ«الدرع الأميركية»
تمكنت إيران من تطوير صواريخ جديدة متوسطة المدى يمكن أن يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، ما يعني أنها قد تصيب أهدافاً في موسكو أو جنوب إيطاليا. على الرغم من ذلك فإن كلاً من روسيا وإيطاليا تعارضان بشدة المشروع الأميركي الذي يهدف إلى إقامة منصات صواريخ مضادة للصواريخ الباليستية الإيرانية في بولندا وزرع رادارات تعقب في جمهورية التشيك.
وقد وجّه رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني انتقادات للمشروع الأميركي، ووصفه بالمستفز لروسيا التي ردت على خطة واشنطن بعزمها نشر صواريخ من نوع «اسكندر» في منطقة كالينغزاد، أو في روسيا البيضاء التي تعتبر حليفاً استراتيجياً لموسكو.
من جهته اعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الدرع الصاروخية الأميركية مضيعة للوقت، وأنها لن تجلب الأمن والاستقرار لأوروبا، ومن شأن المشروع أن يعقّد الأمور حسب ساركوزي الذي يترأس الاتحاد الأوروبي إلى نهاية العام الجاري.
وأثار الموقف الأوروبي حفيظة القيادة البولندية التي وافقت على استظافة الدرع، حيث تطمح وارسو في أن تفي واشنطن بوعودها المتمثلة في مساعدات مالية، وتحفيز الشركات الأميركية على الاستثمار في بولندا. ويقول البولنديون والتشيك ان فرنسا نفسها كانت دعمت المشروع في قمة لحلف شمال الأطلسي قبل أشهر. ووجّه البَلَدان انتقادات لاذعة للرئيس الفرنسي الذي «سمح لنفسه» بالحديث عن العلاقات الأمنية لبعض الدول الأوروبية مع الولايات المتحدة. وطلب ساركوزي بتوقيف تنفيذ الدرع الصاروخية إلى حين استكمال المحادثات الأوروبية مع روسيا، بشأن الترتيبات الأمنية في القارة.
إلى ذلك، تبدو الإدارة الأميركية المقبلة بقيادة الرئيس المنتخب باراك أوباما غير متحمسة لمشروع الدرع المثير للجدل، حيث قال أوباما انه سيدعم الفكرة إن كانت فعالة. ويشكل ذلك تحولاً جذرياً مقارنة بسياسة البيت الأبيض برئاسة الرئيس جورج بوش.
وقد وضع الموقف الأوروبي وتراجع الحماس الأميركي الحكومتين البولندية والتشيكية في وضع حرج، وعملتا على فرض هذا المشروع على الرغم من الرفض الشعبي والمعارضتين الأوروبية والروسية. وعلى الرغم ذلك فإن الرئيس البولندي ليش كازينسكي، المؤيد للدرع بقوة، لايزال يأمل في إقامتها، وقال أخيراً إن أوباما أخبره بأن المشروع سيستمر. إلا أن فريق أوباما رفض هذه التصريحات، في الوقت الذي يسعى فيه وزير خارجية بولندا راديك سيكورسكي، الذي يقوم بزيارة إلى واشنطن، إلى اقناع أعضاء حكومة أوباما بأهمية المشروع ومحاولة فهم موقف الإدارة المقبلة من المسألة. ويحاول الرئيس البولندي الحصول على تطمينات أميركية في ما يخص منظومة الصواريخ التي من شأنها حماية وارسو من هجمات محتملة، وكذلك تحديث ترسانة بولندا العسكرية.
وفي حال رفض أوباما مساعدة وارسو في المجال العسكري، فإن الوعود الأخرى، في ما يخص الاقتصاد والاستثمارات، ستذهب أدراج الرياح، علما أن الكونغرس الأميركي يعارض الصفقات العسكرية الضخمة مع بولندا.
عن «إيكونوميست»
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news