صنعاء تتفاوض مع خاطفي سفينة على مليوني دولار
تجري السلطات اليمنية حالياً اتصالات مع القراصنة الصوماليين الذين اختطفوا الأسبوع الماضي سفينة شحن يمنية في خليج عدن، بينما كانت في طريقها إلى جزيرة سقطرى، في حين تواصلت مفاوضات القراصنة مع مالكي ناقلة النفط السعودية «سيريوس ستار» من أجل إطلاق سراحها.
جاء ذلك في وقت أكدت واشنطن أن لا دليل على وجود صلة بين القراصنة وتنظيم القاعدة.
وفي التفاصيل، صرح مصدر يمني مسؤول لموقع «سبتمبر نت» التابع لوزارة الدفاع أن «الخاطفين طالبوا بمليوني دولار فدية للإفراج عن السفينة».
ونقل الموقع عن المصدر قوله «إن السفينة تعرضت للاختطاف قبل نحو أسبوع، وهي تابعة لمقاول ينفذ مشروعاً في جزيرة سقطرى (جنوب اليمن)، وكانت تحمل على متنها 517 طناً من الحديد وكميات من الإسمنت».
وكان موقع إخباري تابع لوزارة الداخلية، ذكر في وقت سابق أن الأجهزة الأمنية في محافظة حضرموت (جنوب) تلقت بلاغاً من ممثل إحدى شركات الملاحة اليمنية، حول تعرض سفينة تدعى «أدينا» للاختطاف من قراصنة صوماليين، اعترضوا طريقها، بينما كانت متوجهة الى سقطرى.
وقد انقطع الاتصال بها في 18 من نوفمبر الجاري.
وأوضح الموقع أن طاقم سفينة الشحن اليمنية يتكون من سبعة أفراد، بينهم يمنيان وبنميان وثلاثة صوماليين.
في هذه الأثناء، أعلن المتحدث باسم القراصنة الذين يحتجزون ناقلة النفط السعودية أن المفاوضات تواصلت أمس مع مالكي السفينة من أجل إطلاقها، مؤكداً تمسك القراصنة بطلب فدية بقيمة 25 مليون دولار. وقال محمد سعيد في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة «فرانس برس» في مدينة هرارديري
الساحلية الصومالية، حيث ترسو ناقلة النفط حالياً إن «المحادثات متواصلة مع مالكي الناقلة، وآمل بأن يفهموا الوضع».
وأضاف سعيد أنه يرئس حالياً «لجنة» مكلفة إجراء المحادثات التي سهّلها «وسيط» في هرارديري، مضيفاً أن «الثمن لم يتغير». في إشارة إلى مطالبة القراصنة بفدية قدرها 25 مليون دولار.
وأشار إلى أن أفراد الطاقم الـ25 يلقون معاملة جيدة، مؤكداً بذلك ما قاله قبطان الناقلة مارك نيشكي لهيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي» أول من أمس.
إلى ذلك أعلنت أمس الشركة المالكة لناقلة نفط تركية اختطفها قراصنة صوماليون قبالة السواحل اليمنية، أن المفاوضات الجارية مع الخاطفين «اقتربت من التوصل إلى اتفاق» معهم على الفدية التي سيتم دفعها للإفراج عن السفينة.
وقال كوبيلاي مارانغوز محامي شركة «وا دي سي» البحرية لوكالة أنباء الأناضول «نجري مفاوضات مع القراصنة حول قيمة الفدية التي طلبوها منا». ولم يوضح المحامي قيمة الفدية المطلوبة.
من جهة أخرى، صرّح رئيس أركان الجيش الأميركي لمنطقة إفريقيا الجنرال وليام وورد أمس أن ليس هناك «دليل على وجود صلة» بين القراصنة الصوماليين وتنظيم القاعدة.
وقال في مؤتمر صحافي في نيروبي «لا املك أي دليل على وجود صلات بين القراصنة والقاعدة»، معتبراً أن «القرصنة في الصومال مرتبطة بأمور كثيرة: أنها انعكاس للوضع على الأرض المستمر في التدهور».
وأضاف أن «القرصنة تشكل مصدر قلق للمجتمع الدولي الذي يبحث عن وسائل لمكافحة تهديد القراصنة في البحر، إلا أنها عملية معقدة جداً. نعمل مع الآخرين ونحاول المساعدة، إلا أن الحل لن يأتي في يوم واحد».
وتابع وورد «كل منا لديه دور يلعبه الشركات البحرية تتحمل أيضاً مسؤولية». وأشار إلى أن إحدى مهام الجيش الأميركي في إفريقيا «بناء قوات قادرة على مكافحة القرصنة».
وقد استنفر المجتمع الدولي من أجل مكافحة القرصنة قبالة الشواطئ الصومالية التي تتسبب بعرقلة أبرز الطرق التجارية البحرية في العالم. وتشارك سفن من دول عدة (فرنسا وإسبانيا وروسيا والهند وكوريا الجنوبية) بالإضافة إلى سفن أميركية من القوة الداعمة للعمليات في أفغانستان، في تأمين أمن المنطقة.
كما أرسل حلف شمال الأطلسي في نهاية الشهر الماضي أربع سفن حربية إلى المنطقة، ويفترض أن تحل محلها في الثامن من ديسمبر المقبل سفن من الاتحاد الأوروبي مدعومة بطائرات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news