«الدستورية» التايلاندية تنحّي رئيس الوزراء وتحظر حزبه
أمرت المحكمة الدستورية التايلاندية أمس، بتنحية رئيس الوزراء سومشاي ونغساوات من منصبه وحظر الحزب الحاكم، دفع المتظاهرين المبتهجين الى رفع حصارهم عن مطار بانكوك الرئيس.
وسارع زعماء الحزب الحاكم الى التعهد بتشكيل حكومة أخرى تحت شعار جديد، ولكن من دون سومشاي الذي منعته المحكمة الدستورية من ممارسة السياسة لمدة خمس سنوات لإدانته في قضية تزوير انتخابات.
ورحب «تحالف الشعب من اجل الديمقراطية» الذي احتل مناصروه المطار قبل اسبوع بعد حملة استمرت اشهرا للاطاحة بسومشاي صهر رئيس الوزراء السابق ثاكسين شيناواترا.
وأعلن سومشاي (61 عاماً) الذي يتحصن منذ اسبوع في معقله الانتخابي شيانغ ماي (700 كلم شمال بانكوك) بسبب الاضطرابات التي تشهدها العاصمة التايلاندية، ان «واجبي انتهى. اصبحت مواطناً عادياً».
وبموجب دسـتور عسكري تم تبنـيه عقب انقلاب العام 2006 ضد ثاكسين شيناواترا الذي كان في ذلك الوقت رئيساً للوزراء، فسيتم حل اي حزب سياسي يدان فيه اي مسؤول تنفيذي بتزوير انتخابي، كما يتم منع مسؤوليه كافة من ممارسة السياسة.
ولم يمض سومشاي سوى ثلاثة اشهر في السلطة. ويتهم الموالون للملكية حكومته بأنها دمية في يد ثاكسين وكذلك بالعداء للملكية.
وقال رئيس الهيئة القضائية المؤلفة من تسعة قضاة تشات تشونلاورن «بعد ان قررت المحكمة حل حزب قوة الشعب، فإنه يجب حظر زعيم الحزب ومسؤوليه عن العمل في السياسة لمدة خمس سنوات». وأضاف ان «المحكمة ليس امامها خيار آخر».
وبعد ساعات من صدور الحكم، اعلن «تحالف الشعب من اجل الديمقراطية» وسلطات المطار التوصل الى اتفاق لاستئناف الرحلات الجوية من مطار بانكوك الدولي، على الرغم من انها لم تتطرق الى حصار مطار دون مويانغ الداخلي.
وأدى حصار المطار الى تأخير 350 الف راكب وألحق ضرراً كبيراً باقتصاد المملكة.
وصرح سوندي ليمثونجكول في بيان تلاه للصحافيين بأن «تحالف الشعب من اجل الديمقراطية وافق على وقف الاحتجاجات كافة بعد حملة استمرت 192 يوماً. وقد حققنا النصر كما حققنا اهدافنا».
وأضاف «الاحتجاجات كافة ستتوقف ابتداء من 3 ديسمبر الجاري».
وصرح رئيس مجلس مطارات تايلاند فودهيهاندهو فيشايراتاما لتلفزيون فرانس برس بأن «المحتجين سيغادرون الآن.. لقد ابلغوني بذلك».
وصرح للصحافيين بـ «توصلنا الى اتفاق مع تحالف الشعب من اجل الديمقراطية للبدء في اخلاء المحتجين من مبنى المسافرين لإعادة فتح مطار سوفارنابهومي.. ولكن موعد فتح المطار يعتمد على مسائل فنية».
وأوضح «اذا لم تكن هناك اي مشكلات فنية، فإن اولى الرحلات ستستأنف خلال 24ساعة». وقال إنه يتعين تفحص المعدات كافة في المطار قبل استئناف المطار عمله بشكل كامل.
وجاء القرار بعد ساعات من انفجار قنبلة يدوية ادى الى مقتل محتج وإصابة 22 آخرين في دون مويانغ. وأنهى تحالف الشعب من اجل الديمقراطية اعتصاماً استمر ثلاثة اشهر امام مكتب رئيس الوزراء في بانكوك في اعقاب هجمات مماثلة.
كما تم حل حزبين من شركاء الائتلاف الحاكم لإدانة عدد من مسؤوليهما بالتزوير في انتخابات ديسمبر 2007 - الاولى منذ انقلاب العام 2006 الذي اطاح بثاكسين. إلا أن الحزابا الستة التي يتشكل منها الائتلاف الحاكم وعدت بالعودة الى الساحة السياسية.