عون يؤكّد فتح صفحة جديدة مع سورية
أعلن زعيم التيار الوطني الحر النائب ميشال عون إثر لقائه الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق «فتح صفحة جديدة» مع سورية. وقال عون في مؤتمر صحافي عقده في قصر الشعب (القصر الرئاسي) «نفتح صفحة جديدة لا مهزوم فيها ولا منتصر انما عودة لعلاقات طبيعية مرتكزها الانفتاح».
وأضاف «لنا جرأة مواجهة الماضي وليس الهروب منه، ولن نمحوه من ذاكرتنا لئلا نكرر الاخطاء، ولذلك كان حديثنا مع سيادة الرئيس واضحاً جداً وطرحت فيه العديد من المواضيع بصراحة».
وأوضح أن اللقاء مع الاسد كان جلسة مصارحة مشتركة وتبادل وجهات نظر ولم تكن هناك مطالب من اي من الطرفين.
واستقبل الاسد عون والوفد المرافق له، في زيارته التي تستمر اياماً الى سورية، والاولى له منذ تسلمه رئاسة الحكومة العسكرية في 1988 بحفاوة بالغة وخصه باستقبال رسمي، ثم عقد وإياه خلوة.
ووصف عون زيارته الى سورية بـ«عملية القلب المفتوح»؛ لانها تهدف الى تنقية الوجدانين اللبناني والسوري من رواسب الماضي، مؤكداً ان ما كان يعتقد انه محرم اصبح حلالاً وحلالاً جداً ويعد بمستقبل زاهر.
وحول الفارق بين سورية في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد وسورية اليوم اعتبر عون ان الفرق كبير، فالظروف تغيرت والتقييم تغير والمسؤولون تغيروا، مؤكداً بالمقابل انه هو ايضاً تغير، مشدداً على ان ما كان بينه وسورية «لم يكن عداوة بل خصومة».
وتولت المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس الاسد، بثينة شعبان، تقديم العماد عون في المؤتمر الصحافي، واصفة اياه بـ«الزعيم الوطني اللبناني الذي ارتبط اسمه في اذهان الجماهير العربية بالصراحة والجرأة والذي تميز بمواقفه الصلبة والصادقة والوطنية».
ورحبت شعبان بعون «ضيفاً كبيراً في سورية»، مؤكدة انه اجرى مباحثات متميزة وبناءة مع الاسد، وأن هذه الزيارة تفتح عهداً جديداً للعلاقات بين سورية ولبنان يصب في مصلحة الشعبين الشقيقين والبلدين.
من جهة اخرى وبما يخص قضية المفقودين اللبنانيين في سورية التي عول كثيرون على أن تحقق فيها زيارة عون اختراقاً، لاسيما وأن عدداً من عسكرييه في عداد هؤلاء المفقودين بحسب ذويهم، قال عون ان هذا الملف في عهدة «لجان تعمل»، ومؤكداً انه بحث هذا الموضوع مع الاسد.
وقال «في ملف المفقودين هناك لجان تعمل. بحثنا هذا الموضوع، وأكيد ستتوصل (هذه اللجان) الى نتيجة عند انتهاء البحث» في اسماء المفقودين ومعرفة ما اذا دخلوا الى سورية وماذا حدث لهم.
وأكد عون ان رؤية الاسد لتطوير العلاقات اللبنانية السورية تنطلق من «سيادة واستقلال لبنان».
واعتبر ان سورية تشجع على اجراء الانتخابات النيابية في لبنان. وقال اعتقد انها لا تتدخل في موضوع الانتخابات، مضيفاً بمزاح «سورية لا تدفع مصاري حتى الآن». ورفض عون اعتبار الحفاوة التي استقبله بها السوريون «اعتذاراً» عما ارتكبوه خلال وجودهم العسكري في لبنان على مدى ثلاثة عقود، معتبراً ان «ما جرى هو تكريم وليس اعتذاراً».
وكان عون وصل الى مطار دمشق الدولي على متن الطائرة الخاصة للاسد، كما ذكر الموقع الالكتروني للتيار الوطني الحر.