قناة السويس.. القراصنة يجددون الآلام الاستعمارية
اعترف رئيس هيئة قناة السويس، أحمد علي فاضل صراحة بالتأثيرات السلبية لعمليات القرصنة في حركة الملاحة في القناة وعبور السفن لها. وقال «سيكون لهذه الأعمال بالتأكيد أضرار إذا ما استمرت، ولكن بما أننا نخوض منافسة مع طرق ملاحية بحرية أخرى فإننا نعكف على وضع آلية لخفض الرسوم في ضوء الأزمة العالمية وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي».
يجيء تصريح فاضل مؤشرا لما وصلت إليه الأزمة المالية العالمية الجارية من جهة، لكنه يذكر في الوقت نفسه بالحساسية الخاصة للممر المائي الحيوي المصري وسرعة تأثره بأية أحداث سياسية، سواء في الحقبة الاستعمارية القديمة إبان حفره أو في الستينات والسبعينات حيث ارتبطت حرب كاملة هي العدوان الثلاثي عام 1956 باسمه أو في الوقت الراهن.
وقناة السويس ممر مائي اصطناعي يصل بين البحر المتوسط شمالاً والبحر الأحمر جنوباً، وتعد أهم شريان ملاحي في العالم، تعود أهميتها الدولية إلى اختصارها طريق الملاحة البحرية بين الشرق والغرب، كما يبلغ طولها 190.250كم، ومتوسط عرضها 60م، وعمقها 13م.
ترجع فكرة حفر القناة إلى الحملة الفرنسية على مصر عام ،1798 لكن محمد علي رفض المشروع محذراً من زيادة اطماع الدول الغربية في مصر، ولكن احتمالات شقها تزايدت مع تغلغل النفوذ الأوروبي في مصر، حيث استغل فرديناند دي ليسبس علاقاته لتنفيذ الفكرة التي استدعت تأسيس شركة القناة. وتم البدء في شقها في إبريل ،1859 وانجزت في عهد الخديوي إسماعيل في ،1869 وحصلت الشركة على امتياز لمدة 99 عاماً تنتهي عام .1968 واستتبع شق القناة زيادة أطماع الدول الأوروبية فيها، ما انتهى باحتلال الإنجليز لمصر في .1882
في 26 يوليو 1956 أمم جمال عبدالناصر قناة السويس وتعرضت مصر بسبب ذلك للعدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي في اكتوبر ،1956 ومع فشل العدوان تم إغلاق القناة مؤقتا ليعاد فتحها بعد تطهيرها من آثار الحرب، ثم أُغلقت مرة أخرى بسبب حرب يونيو 1967 قبل فتحها مجددا للملاحة البحرية في يونيو .1975
وتواجه قناة السويس التي تشكل أحد اعمدة الدخل القومي لمصرــ حيث بلغت عائداتها في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري ٤.٥٧مليارات دولارــ احتمال تراجع حركة المرور منها، بسبب انخفاض حركة التجارة بين آسيا واوروبا، وبعد أن دفعت عمليات القرصنة بعض شركات الشحن الى تحويل مسارات سفنها الى طريق رأس الرجاء الصالح، حيث طلبت مؤسسة مولر ميرسك أكبر شركات النقل البحري في اوروبا الأسبوع الماضي والمجموعة النرويجية للملاحة «اودفيجيل سي» أكثر من ٩٠ من ناقلاتها التحول الى الطريق المذكور، رغم ان الرحلة تستغرق وقتا أطول من طريق قناة السويس بنسبة 40٪، وذلك لتجنب عمليات القرصنة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news