مكالمة غامضة كادت تشعل حرباً بين الهند وباكستان

زرداري تلقى مكالمة من مجهول زعم أنه وزير الخارجية الهندي. رويترز

كشفت تقارير صحافية في إسلام أباد أمس أن باكستان فرضت حالة التأهب القصوى في البلاد الأسبوع الماضي، تحسبا لتعرضها «لهجوم عسكري من الهند»، بعد أن تلقى الرئيس آصف علي زرداري مكالمة هاتفية من نيودلهي من شخص زعم أنه وزير خارجية الهند براناب موخيرجي، حملت تهديدات مباشرة بعد يومين من هجمات مومباي.

وأوضحت صحيفة الفجر «دون» الباكستانية أنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كانت المكالمة الغامضة قد جاءت على سبيل الإزعاج فقط أو أنها مزحة سخيفة، قام بها شخص يعمل في وزارة الخارجية الهندية، أم أن المكالمة جاءت من داخل باكستان نفسها، وذكرت أن القضية رهن التحقيق حاليا.

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية ودبلوماسية القول إن هذه المكالمة أثارت القلق لأكثر من 24 ساعة في مختلف أنحاء العالم، خشية اندلاع حرب بين الجارتين النوويتين. وأشارت الصحيفة إلى أنه في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة الموافق 28 نوفمبر، ونظرا لتصاعد حدة التوتر في جنوب آسيا نتيجة تفجيرات مومباي، قرر عدد من مسؤولي الرئاسة تفادي الإجراءات المعمول بها، من حيث تحديد هوية المتحدث والبعثة الدبلوماسية، وقاموا بتحويل مكالمة هاتفية للرئيس زرداري. وأضافت أن المتحدث قدم نفسه على أنه وزير الخارجية الهندي، وتجاهل الاسلوب الودي الذي تحدث به زرداري، وهدد مباشرة بشن عمل عسكري إذا ما فشلت إسلام أباد في اتخاذ إجراءات فورية ضد المشتبه في تورطهم في هجمات مومباي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في أعقاب المكالمة بدت الرئاسة الباكستانية مقتنعة بأن الهند بدأت في دق طبول الحرب، موضحة أن مشاورات دبلوماسية مكثفة، فضلا عن نشاط أمني كبير شهدته إسلام أباد فور إتمام المكالمة. وقالت «دون» إنه تم إطلاع كل من يعنيه الأمر على مدى سرعة تدهور الأمور ومخاطر خروج الموقف عن السيطرة، وتم توجيه النصائح لرئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بالعودة إلى إسلام أباد فورا قادما من لاهور، فيما تم إرسال طائرة خاصة لدلهي لإعادة وزير الخارجية شاه محمود قريشي، الذي كان يقوم بزيارة رسمية للهند، في وقت مبكر من صباح السبت 29 نوفمبر. وأشارت إلى أنه تم إعلان حالة التأهب القصوى بين قوات سلاح الجو الباكستاني. وحاول المتحدث أيضا الاتصال بوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، ولكن بسبب تحريات محددة يقوم بها مسؤولون أميركيون لم يجر توصيل المكالمة إلى رايس.

وكتبت الصحيفة إن جهودا دبلوماسية مكثفة بدأت في وقت متأخر من مساء الجمعة واستمرت حتى مساء اليوم التالي، وتم خلال هذه الفترة إجراء اتصالات هاتفية من إسلام أباد مع عدد من كبار المسؤولين في واشنطن، من بينهم وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي قامت بالاتصال بوزير الخارجية الهندي في محاولة لتحديد سبب تصاعد حدة التوتر. وقالت المصادر لصحيفة «دون» إن رايس أجرت اتصالا هاتفيا ليلتها مع وزير الخارجية الهندية الذي أكد أنه لم يجر أي اتصال مع زرداري.

تويتر