«الحصار والانقسام» رسائل تهنئة الفلسطينيين في العيد
«برغم الرواتب المنسية، والحجة الملغية، وغلاء الخرفان الأجنبية، والكهرباء المطفية، راح نعيد على الشمعة المصرية، وعيدكم مبارك»، هذا مضمون رسالة قصيرة وصلت على الهاتف المحمول للشاب أحمد النجار من قطاع غزة من أحد أصدقائه تهنئة بعيد الأضحى المبارك.
وقد طغت آثار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع وحالة الانقسام الداخلي على مضامين الرسائل القصيرة التي يرسلها الفلسطينيون في ما بينهم كتهنئة بالعيد، كما تنوعت الرسائل بمضامين مختلفة.
وقال النجار «لقد جاءتني رسالة في ليلة العيد، ودهشت للمضمون الذي حملته، وضحكت كثيراً، فكل شيء في حياتنا أصبح مرهوناً بالحصار الذي يقتل فرحتنا بعيد الأضحى وبالانقسام الذي يشتتها، ليصل آثار ذلك إلى تهنئة الفلسطينيين في ما بينهم».
وأضاف «على الفور قمت بإرسالها إلى عدد من أصدقائي وأقاربي، ليس كتهنئة بالعيد، ولكن حتى يشعروا بمدى طغيان آثار الحالة التي نعيشها على حياتنا، والتي وصلت إلى الرسائل القصيرة في العيد».
وحملت رسالة قصيرة أخرى مضموناً آخر أكثر تعبيراً عن الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون وخصوصاً سكان القطاع، وهي «كل عام وجرتكو (اسطوانة غاز الطهي) مليانة غاز، وبابوركو طافح كاز، وكهربتكو جاية 3 فاز، وحجاجكو رايحين على الحجاز، وعيدكم مبارك»، وذلك في إشارة ساخرة إلى فقدان المواطنين الغذاء والوقود، وانقطاع التيار الكهربائي بسبب إغلاق المعابر، بالإضافة إلى عدم تمكن حجاج القطاع من السفر بسبب حالة الانقسام الداخلي.
وخلال توجهه هو وإخوته ليعيد على أرحامه وأقاربه في اليوم الأول لعيد الأضحى، فوجئ المواطن أحمد فضل بوصول الرسالة القصيرة السابقة على جواله، وما زاد اندهاشه أن الرسالة ذاتها وصلت على جوال شقيقه وابن أخيه، ليشهد الهاتف المحمول آثار الحصار والانقسام.
أما الشاب رشاد أبو شعبان، فقد أرسل رسالة قصيرة إلى أصدقائه، يقول مضمونها «حجاج مكة ينفرون.. وحجاج غزة ينتظرون.. والرواتب ممنوعة على الموظفين، والناس على رغيف الخبز يبحثون، وكل عام وأنتم والعيد بألف خير».
وقال أبو شعبان «إن إرسال الرسائل القصيرة التي تحمل مضامينها آثار الحصار والانقسام تأتي في اتجاه تخفيف المواطنين من حجم المعاناة عن أنفسهم، ويلطفوا الأجواء المحيطة بهم من خلال المضامين الساخرة التي تحملها رسائل التهنئة بالعيد عبر الجوال».
وأضاف «فور وصول إحدى هذه الرسائل تتعالى الضحكات وتظهر الابتسامة على وجوه الناس الذين حرموا من فرحة العيد هذا العام، بل إنها أصبحت حديث المواطنين في مجالسهم بالعيد».
ووصلت رسالة قصيرة إلى الشاب نضال قدادة تهنئة من أحد أقاربه في الضفة الغربية، تمنى مرسلها انهاء الانقسام الداخلي وتحقيق الوحدة الوطنية، حيث
قال «عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم رفاق لا فرقاء، والوطن معافى».
وفي رسالة أخرى حملت المضمون السابق ذاته، لكن بعبارات أخرى، حيث قالت «كل عام وأنتم ووطنكم فلسطين بألف خير، وعسى أن تتحقق الوحدة في العيد القادم».
وحملت رسالة أخرى مضمون حول عدم تمكن حجاج غزة من مغادرة القطاع بسبب المناكفات السياسية، حيث جاء فيها «من طاف حول الجامعة الاسلامية، وطاف بين منزل صيام وإسماعيل هنية، وشرب من بيت خليل الحية بصدق ونية وشكر التنفيذية فله أجر العيد».