مقتل 55 عراقياً بتفجير انتحاري قرب كركوك
أوقع مهاجم انتحاري 55 قتيلا امس، وأصاب أكثر من 95 آخرين بجروح، بعضهم في حالة خطرة، عندما نفذ تفجيرا الى الشمال مباشرة من مدينة كركوك.
وتزامن الانفجار مع دعوة الحكومة العراقية واشنطن الى حوار «جاد» مع طهران من اجل حل «المشكلات العالقة والمتراكمة»، والتشديد على ضرورة بدء حوار بين العرب وايران لكي «يتفهم الجميع ان المواجهات لا تخلق استقرارا».
وفي التفاصيل، قال قائد شرطة كركوك، اللواء جمال طاهر ان مهاجما نفذ التفجير داخل مطعم كردي على بعد نحو 10 كيلومترات شمال كركوك. وأضاف أن المطعم كان مزدحما خلال وقت الغداء.
وقال معاون قائد شرطة كركوك، اللواء تورهان يوسف ان «٥٥ شخصا على الاقل قتلوا، واصيب 95 اخرون عندما فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه وسط مطعم «عبدالله» شمال كركوك على الطريق باتجاه اربيل». واضاف ان ثلاثين جريحا في حالة حرجة.
وقال رزكار محمود (24 عاما) الذي كان جالسا وسط المطعم مع والده وزوجته واطفاله إن «المكان كان مكتظا عندما وقع الانفجار فتطاير الزجاج والجدران العازلة». واضاف محمود المصاب بجروح في ساقه بينما كان مستلقيا على فراش بسيط وسط مستشفى كركوك العام «لا اعرف اين والدي وابنائي او ماذا حل بهم».
وقالت رزقية اوجي (49 عاما) المستلقية في غرفة بالمستشفى «كنت مع اثنين من ابنائي واحفادي في المطعم. وفقدت حفيدتي البالغ عمرها اربعة اعوام». واضافت رزقية وهي تذرف الدموع وملابسها مخضبة بالدماء اثر اصابتها بجروح في يدها وساقها «لا اعرف ماذا حل بولديّ الاثنين».
وفي مدخل قسم الطوارئ، جلس طفل لا يتجاوز عمره خمسة اعوام يبكي والديه اللذين قضيا بالانفجار.
ويأتي التفجير في رابع ايام عطلة عيد الاضحى .وشهدت هذه المنطقة توترات بين العرب والاكراد في ما يتعلق بالسيطرة على كركوك التي تقع على بعد 250 كيلومترا شمال بغداد وتحوي احتياطيات نفطية هائلة.
من جهة اخرى طالب المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، امس، الادارة الاميركية الجديدة بـ «ضرورة فتح قنوات الحوار مع ايران من اجل حل المشكلات العالقة والمتراكمة التي تؤثر في الاستقرار في المنطقة». واشار الدباغ خلال ندوة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن الى «ضرورة البدء بحوار عربي ايراني لكي تتفهم كل الاطراف ان المواجهات لا تخلق استقرارا في المنطقة، وان كل الجهود التي حكمت العقود الماضية لم تؤد الى زرع الثقة». كما دعا الى «الاعتراف بدور لجميع دول المنطقة بايجاد حلول نابعة من حاجة شعوبها، وليست مفروضة من الخارج».
واعتبر الدباغ ان «الوقت حان لمراجعة جادة لسياسة جديدة برؤية منفتحة مبنية على ثوابت ملزمة للجميع، وهي عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول، واحترام خيارات شعوب المنطقة وتطلعاتها، واحترام قواعد القانون الدولي، وعدم اللجوء لاستخدام القوة او التلويح بها».
وشرح الدباغ «آفاق التعاون المستقبلي بين العراق والادارة الجديدة التي تتقارب وجهات نظرها مع تصورات بغداد حيال وجود القوات الاميركية وتواريخ انسحابها، والدور الداعم الذي يشكله وجودها المؤقت».