<p align=right>وزير الدفاع الهندي &quot;وسط&quot;: على باكستان التحرك ضد المجموعات الإسلامية في أراضيها. أ.ب </p>

الهـند توقف الحوار مع باكستان ولا تخطط لمهاجمتها

اعلنت الهند امس «توقفاً» في عملية السلام مع باكستان، قائلة انها لا تخطط لمهاجمة اسلام اباد بعد هجمات هجمات مومباي الاخيرة، فيما توعدت جماعة «عسكر طيبة» الاسلامية، التي القيت عليها مسؤولية الهجمات، بمواصلة قتالها ضد نيودلهي.

وقال وزير الخارجية الهندي براناب مخرجي امس، ان عملية السلام مع باكستان «توقفت» في اعقاب الهجمات التي شنها مسلحون اسلاميون على مومباي الشهر الماضي. وصرح الوزير للصحافيين في سريناغار، المدينة الرئيسة في الشطر الهندي من كشمير «أعترف بأن هناك توقفاً في عملية الحوار الثنائي بسبب هجمات مومباي». واضاف «ما نتوقعه وما قلناه لوزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي ان على باكستان ان تفي بالتزاماتها بعدم السماح باستخدام اراضيها لشن هجمات ارهابية ضد الهند».

واعلن وزير الدفاع الهندي ا.ك. انتوني امس، ان بلاده لا تخطط لمهاجمة باكستان، لكنه حض اسلام اباد على التحرك ضد المجموعات الإسلامية الناشطة على اراضيها، محذراً من انعكاس الامر بشكل دائم على العلاقات الثنائية المتوترة أساساً بعد هجمات مومباي. وقال الوزير متحدثاً بكلام مبطن امام مجموعة من الضباط في نيودلهي «لا نخطط لأي تحرك عسكري، لكن الامور لن تكون طبيعية ان لم تتحرك باكستان ضد هؤلاء الارهابيين الذين يستهدفون الهند من اراضيها، وضد كل الذين يقفون خلف اعتداءات مومباي الارهابية». واضاف متحدثاً امام مجموعة من الضباط في نيودلهي «علينا التفكير دوماً في امن شعبنا». وقال محذراً «لا ادري اي تحرك سنقوم به، لكن اذا لم تكن باكستان صادقة في ما تقوله، فإن الأمور لن تجري كالعادة».

واستبعدت وزارة الخارجية الهندية مراراً في الأيام الأخيرة الدخول في نزاع جديد مع باكستان، بعدما دارت بين البلدين ثلاث حروب منذ .1947

غير ان نيودلهي وواشنطن ولندن تنسب الاعتداءات المنسقة التي استهدفت مومباي الى «عسكر طيبة».

على الصعيد نفسه، أكد المتحدث باسم الجماعة عبد الله غزنوي نفيه ان تكون «عسكر طيبة» وراء هجمات مومباي . وقال في مكالمة هاتفية مع مراسل فرانس برس «ان قتالنا من اجل حرية كشمير سيستمر. وهذه اجندتنا الوحيدة». واتهم الحكومة الهندية بالربط بين «نضال كشمير من اجل الحرية والارهاب لإضفاء الشرعية على احتلالها لأرضنا». واضاف «اود ان اطمئن المجتمع الدولي انه لم يكن لنا اي يد مطلقاً في هجمات مومباي، ونحن ندين مثل هذه الهجمات بشدة»، ودعا الامم المتحدة الى اجراء «تحقيق حيادي في الأدلة التي تزعم الهند حيازتها».

ونفذت اسلام اباد الاسبوع الماضي سلسلة اعتقالات في الأوساط القريبة من «عسكر طيبة» لكنها تنوي محاكمة المسؤولين المحتملين. وتحت الضغوط الدولية قامت اسلام اباد بهذه الاعتقالات، التي طالت خصوصا جمعية الدعوة الخيرية، قائلة انها الغطاء العلني لنشاطات «عسكر طيبة». ومنذ الأسبوع الماضي اغلقت الحكومة الباكستانية كل مكاتب جماعة الدعوة وجمدت ارصدتها واعتقلت العشرات من اعضائها ووضعت ابرز قادتها في الإقامة الجبرية.

«الناتو» يقلل من أهمية الهجمات على قوافله

قلل حلف شمال الأطلسي «الناتو» من أهمية الهجمات المتكررة التي تقوم بها حركة طالبان على قوافله ومخازنه في باكستان، مؤكداً أن الطريق إلى أفغانستان لا تزال «مفتوحة» وأن إمدادات قواته في هذه البلاد ليست مهددة. وقال الأميرال جيانباولو دي باولا الذي يترأس اللجنة العسكرية التي تضم أركان القيادة العامة لدول الحلف الـ ٢٦ «إن طريق باكستان تظل مفتوحة وآمنة». وأضاف «حتى الآن الإمدادات مستمرة» على الرغم من أن شركات النقل الباكستانية أعلنت الاثنين أنها أوقفت نقل إمدادات المؤن للقوات الأجنبية في أفغانستان، بسبب تدهور الأمن على طول الطريق التي تسلكها الشاحنات الثقيلة. وجاء هذا القرار إثر سلسلة من الهجمات على مخازن تقع في شمال غرب باكستان، حيث تم إحراق بعض شاحنات الحلف الأطلسي والقوات الموضوعة مباشرة تحت قيادة اميركية. وشكك الأميرال في توقف عمل الشاحنات الموجهة إلى القوة الدولية للمساعدة في إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) التي يقودها الحلف الأطلسي مشيراً إلى أن الناقلين الباكستانيين يجنون أموالاً مهمة من عملية النقل هذه. غير أن الأميرال أكد أن الحلف الأطلسي يسعى إلى تنويع خطوط إمداداته. وقال «نحن نعتزم فتح عدة طرقات للمواصلات». مشيراً إلى أن المفاوضات تتقدم بهذا الشأن مع تركمانستان التي تقع شمالي أفغانستان بهدف التوصل إلى اتفاق للنقل عبر السكة الحديد، يكمل اتفاقاً أبرم مع روسيا.

الأكثر مشاركة