جانب من مستوطنة كريات أربع في الخليل. الإمارات اليوم

مخطط إسرائيلي لتوسيع الاستيطان

تتعرض مدن الضفة الغربية، وسكانها، لهجمة شرسة من مستوطنين يهود بحماية قوات الجيش الإسرائيلي، وتشهد مدينة الخليل حملة اعتداءات جديدة، بدأت في أواخر نوفمبر الماضي ومازالت تتواصل، يقودها اسرائيليون يدعون ملكيتهم منزلاً يعود لعائلة الرجبي، حيث استولوا عليه بالقوة ورفضوا الامتثال لأمر قضائي بإخلائه.

وتعتبر الممارسات العدوانية التي ينفذها مستوطنون في الخليل، ضمن مخطط إسرائيلي لإقامة 15 تقسيماً استيطانياً في الضفة الغربية والقدس المحتلة، يتم تطبيقه بصورة تدريجية.

وأوضح الخبير في شؤون الاستيطان في الضفة الغربية وعضو اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي الفلسطينية، عبدالهادي حنتش «أن الاعتداءات التي تتعرض لها الخليل، وبقية مناطق الضفة والقدس المحتلة من المستوطنين ليست عشوائية، بل هي مخطط على المستوى السياسي الإسرائيلي ولكنه غير معلن».

وقال حنتش لـ«الإمارات اليوم»، في اتصال هاتفي، «إن إسرائيل تهدف من الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون إلى ضم مناطق واسعة من الخليل للبؤر الاستيطانية المقامة، ومن هذه المناطق وادي الحصين ووادي النصارى، غرب مستوطنة كريات أربع، التي تقع على حدود المدينة الشرقية، وحارة جابر ومنطقة الرأس الواقعتين بين الحرم الإبراهيمي في الخليل القديمة ومستوطنة كريات أربع».

وتابع «أن الاسرائيليين يسعون أيضا للسيطرة الكاملة على الحرم الإبراهيمي، من خلال ربطه بالبؤر الاستيطانية الأربع المقامة في الخليل، وهذه البؤر هي: «رماتي شاي»، المقامة على جبل تل رميدي، ومستوطنة «بيت ريمونا»، وكانت في السابق مدرسة أسامة بن منقذ، ومستوطنة «أبرهم أفينو»، والتي كانت في السابق سوق الخضار المركزي في الخليل، ومستوطنة كريات الأربع الأكبر والأقدم».

وأوضح المحلل الفلسطيني «أن ربط البؤر الاستيطانية في الخليل ببعضها وربطها بالحرم الإبراهيمي، يمثل مخططاً واحداً يضم 15 تقسيماً، تهدف اسرائيل إلى فرضه في الضفة الغربية والقدس، وتطبقه بصورة تدريجية، فالكتلة الأولى، هي منطقة غور الأردن، والتي تبدأ من شمال مدينة أريحا حتى الحدود الشمالية للضفة الغربية ويبلغ طولها 45 كيلو متراً، بمحاذاة نهر الأردن من الجهة الغربية بعرض يتراوح من 10 إلى 15 كيلو متراً»، أما الكتلة الاستيطانية الثانية، فتسمى «أرئيل» وتقع بمحاذاة مدينة قلقيلية، وتبلغ مساحتها 7500 دونم، ثم الكتلة الاستيطانية الثالثة التي يطلقون عليها اسم «طالمونيم»، وتقع شمال غرب القدس، ثم الكتلة الرابعة وهي مستوطنة معاليه أدوميم كبرى المستوطنات في القدس الشرقية، حيث إن المخطط يهدف إلى ربطها بالبحر الميت، من أجل تقسيم الضفة الغربية لقسمين شمال وجنوب، والكتلة الخامسة وهي ما يسمى«غوش عتصيون». والكتلة السادسة، هي ما تهدف إليه إسرائيل، من خلال اعتداءات المستوطنين في الخليل، أما التقسيم السابع فهو المستوطنات الإسرائيلية، التي توجد في مناطق متباعدة في الضفة الغربية، حيث تهدف إلى ربطها ببعضها بعضاً.

حماية الجيش

وقال «إن الاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون في مدينة الخليل، تتم بحماية الجيش الإسرائيلي، وتحت سمعه وبصره، فقد أثاروا بلبلة وأكذوبة بأنهم اشتروا في شهر مارس عام 2007، منزلاً مكوناً من أربعة طوابق يعود لعائلة الرجبي، لكن صاحب المنزل نفى ذلك، ولديه أوراق تثبت ذلك، ورفع شكوى عن طريق السلطة الفلسطينية للمحكمة العليا الإسرائيلية، وصدر قرار بإخلاء المستوطنين منها، ولكن الجيش استولى عليها وحولها إلى ثكنة عسكرية».

وأضاف حنتش: «شاهدت بنفسي كيف يقود الجيش المستوطنين إلى داخل الأحياء الفلسطينية، ويقومون بترويع المواطنين الفلسطينيين وتخريب ممتلكاتهم، والاعتداء عليهم، ومن المشاهد التي رأيتها إطلاق مستوطن ويدعى «زئيف برودي»، الرصاص الحي على المواطنين، ولم تقم القوات الإسرائيلية باعتقاله».

وأشار إلى أن مستوطنين اقتحموا مسجد الرأس، الذي يقع بمحاذاة منزل الرجبي مؤخراً، واعتدوا على المارة وعلى المصلين، وبدل أن تقوم السلطات الإسرائيلية بالتصدي لهم، منعت الفلسطينيين من الخروج من منازلهم، وأعلنت عن المنطقة أنها مغلقة عسكرياً، وحظرت على ما يقارب 50 عائلة الخروج من منازلهم».

ولفت عضو اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي الفلسطينية، إلى أن عناصر من الجيش الاسرائيلي استولوا على أربعة منازل مأهولة بالسكان، وحولوها إلى ثكنات عسكرية، بل قاموا بكتابة الشعارات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، ورسموا نجمة داوود التي تمثل دولتهم المزعومة، وذلك إلى جانب المستوطنين.

وقال الصحافي، بسام الدويك، من الخليل «إن اعتداءات المستوطنين على الخليل ومنازل المواطنين كانت بغطاء من عناصر الجيش الإسرائيلي، الذين كانوا يدلونهم على المنازل والسيارات، من أجل تدميرها وحرقها، وهذا ما حصل من ابن عمي أبو مصعب، الذي يمتلك سيارتين له ولزوجته».

وأضاف «فتح عدد من الجنود الباب الخارجي لمنزله، وأبلغوا المستوطنين الذين أقدموا على تحطيم السيارتين، وعندما حاول التصدي لهم اعتدوا عليه، وأطلق الجيش القنابل الصوتية والأعيرة النارية المطاطة على منزله»، مشيرا إلى أنهم حرقوا سيارة تعود للمواطن صلاح الدين سدر، الذي يعمل مع جهة دولية.

وبين أن هذه الاعتداءات تقلب حياة المواطنين جحيما، من خلال أعمال الجيش والمستوطنين وضمن ممارسات مختلفة، مثل إغلاق الطرق ومنع تنقل المواطنين، والتفتيش المتواصل على الحواجز والاعتقالات.

وأشار إلى أن هذه الممارسات تهدف إلى تهجير السكان من منازلهم وإخلائهم من الأراضي بأشكال مختلفة، وهذا ما حدث مع عائلة الشرباتي، التي كانت تقطن بالقرب من مستوطنة أبرهم أفينو، حيث اعتدى المستوطنون على أفراد العائلة، وعلى منزلهم وممتلكاتهم، وتركت العائلة منزلها قبل أكثر من عام، وانتقلت لمنطقة أخرى، وبعد فترة من ذلك أقدم المستوطنون على حرق المنزل، وتجريفه وضموه لمستوطنتهم».

الأكثر مشاركة