«الكرامة» أول سفينة عربية تكسر حصار غزة
وصلت أمس اول سفينة عربية لكسر حصار قطاع غزة، بالتزامن مع استشهاد فسطينيين بعدوان اسرائيلي، أحدهما متأثرا بجروحه، كما أصيب طفلان، بعد يوم واحد من إعلان الفصائل الفلسطينية انتهاء اتفاق التهدئة الذي استمر ستة أشهر مع إسرائيل التي قالت إنها «تأمل أن يجدد».
وتفصيلاً، وصلت سفينة «الكرامة» الى مرفأ غزة، بعدما اعترضتها اسرائيل في عرض البحر للتدقيق في هويات ركابها.
وتقل السفينة التي ابحرت من مرفأ لارنكا في قبرص مساء أول من أمس، قطريين اثنين وثلاثة لبنانيين وناشطة اسرائيلية وصحافيا اسرائيليا ومتضامنين اوروبيين.
وكان في استقبال السفينة التي رفعت العلم القطري عدد من الشخصيات الفلسطينية، بينهم رئيس اللجنة الشعبية لفك الحصار النائب جمال الخضري، ومنسقو الحملة الدولية لفك الحصار، اضافة الى قائد في الشرطة التابعة للحكومة المقالة يوسف الزهار.
وقال نائب مدير مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني القطرية الخيرية التي تشرف على الرحلة، عائض القحطاني، ان السفينة تحمل مساعدات من الادوية والمستلزمات الطبية وحليب الاطفال لاخواننا الفلسطينيين المحاصرين.
من جهتها، قالت الناشطة الاسرائيلية نانا غولاني «نقوم بجزء من اجل مساعدة الفلسطينيين في كسر الحصار».
واوضحت غولاني وهي ام لطفلتين في الرابعة والخامسة من العمر وتقيم مؤقتا في رام الله في الضفة الغربية ان الجيش الاسرائيلي «حاول في البداية منعنا من مواصلة سيرنا». وأضافت انها ليست خائفة من الاعتقال لدى عودتها عبر معبر بيت حانون «ايريز».
اما الناشطة الاجتماعية اللبنانية، ناتالي ابوشقرة، فأكدت ان هذه الرحلة تشكل «خطوة عربية اولى تمثل دعوة الى كل العرب للقدوم فورا الى غزة لكسر الحصار الصهيوني».
وقال الخضري إن وصول السفينة يمثل انتصارا وخطوة رمزية، مؤكدا ان هذه الرحلة بداية لسفن تضامن عربية عديدة ستصل تباعا الى غزة.
وفيما كانت السفينة تصل إلى مرفأ غزة المتواضع استشهد مقاوم من كتائب الاقصى الجناح العسكري لحركة «فتح»، في قصف اسرائيلي لبلدة بيت لاهيا شمال غزة.
وقالت مصادر طبية فلسطينية ان علي عليان حجازي (25 عاماً) استشهد وأصيب مقاوم آخر آخر بجروح.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال قصفت المقاومين بصاروخين «أرض ارض»، ما أدى إلى استشهاد حجازي وإصابة زميله، وعادت لتقصف المنطقة بعد دقائق بصاروخ ثالث دون ان تقع إصابات.
وقال الناطق باسم كتائب الاقصى- مجموعات أيمن جودة- إن الشهيد حجازي الذي كان من المقرر أن يعقد قرانه صباح غد الاثنين، هو قائد الوحدة الصاروخية بالمجموعات في بيت لاهيا.
وقالت إسرائيل إن اربعة صواريخ محلية الصنع أطلقت أمس من القطاع على تجمعات اسرائيلية في النقب الغربي، دون أن توقع إصابات.
وفي سياق آخر استشهد فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها قبل خمسة أعوام.
وقالت مصادر طبية إن الشهيد محمد عقيل أبو شمالة من خانيونس أصيب في غارة اسرائيلية على شارع الجلاء وسط قطاع غزة قبل خمسة اعوام، وسببت له الإصابة شللا رباعيا وقد استشهده متأثراً بجروحه التي أصيب بها. ورفع مقاتلو الفصائل في قطاع غزة من حالة التأهب على الحدود، بعد انتهاء اتفاق التهدئة الذي استمر ستة أشهر. في السياق نفسه أعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه الكبير حيال الوضع في غزة، ودعا الى اعادة العمل بالتهدئة «لوقف اعمال العنف بين الفلسطينيين واسرائيل».