«صنداي تايمز»: الزيدي استفزه تعدّي جندي أميركي على القرآن
كشفت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، أن الصحافي العراقي المعتقل منتظر الزيدي هو من قام بتغطيةحادثة الجندي الأميركي، الذي اتخذ نسخة من القرآن الكريم هدفا للتدريب على دقة التصويب في إطلاق النار، واتخذ من هذه الحادثة مصدر إلهام لما قام به من قذف الرئيس الأميركي جورج بوش بفردتي حذائه.
ونقلت الصحيفة التي استقت معلوماتها عن عائلة الزيدي، أنه تم إرساله كمراسل مندوب عن قناة تلفزيونية في مايو الماضي، الى حي الرضوانية غرب بغداد، حيث وجدت نسخة من القرآن الكريم مثقبة بشكل كبير برصاص قناص.
وقال شقيق الزيدي الأكبر عدي، مستذكرا «طالما تحدث بروح الإلهام عن هذا الموضوع، وكانت هذه القصة واحدة من حوادث او مهمات عدة، كان مكلفا بتغطيتها وساهمت في تغذية نزعته الراديكالية وزادته تشددا خلال مسيرته المهنية القصيرة كصحافي».
وأضاف عدي «غيرت الحرب الحالة النفسية لمنتظر، نتيجة لما رآه من مشاهد مرعبة وأهوال وما سمعه وقرأ عنه من أحداث مأساوية في غاية القسوة وجميعها أفضت الى ما شهدناه جميعا في الموتمر الصحافي».
و تابع شقيقه «أن منتظر، شاهد على مدى ثلاثة اعوام مشوار عمله في تلفزيون البغدادية، الكثير من مشاهد المذابح وعمليات القتل الطائفي والتفجيرات التي تبكي لها العيون والقلوب، ولكن الحادث الذي أبكاه بحرقة هو ما تعرضت له الطفلة العراقية عبير الجنابي (١٤ عاماً) من ضاحية المحمودية جنوب بغداد من اختطاف واغتصاب وقتل على أيدي خمسة جنود أميركيين، وإطلاق النار على أبيها وأمها وشقيقتها، التي لم تتجاوز السابعة ليردوهم قتلى أمام عينيها».
وترعرع الزيدي، في اسرة بسيطة من أبوين وتسعة ابناء جنوب بغداد، وبعد وفاة والديه عمل في دكان لبيع العصير ثم تنقل بين أعمال عدة، يتابع دراسته في المساء، وأثناء غزو العراق 2003 فر مع أهله وأقاربه الى محافظة ديالا شمال بغداد، حيث نجا بأعجوبة من غارة جوية أميركية أسفرت عن مقتل أسرة بأكملها في منزل مجاور.
وبعد تخرجه في المعهد التقني في بغداد، تم قبوله في محطة تلفزيون البغدادية الفضائية التي تتميز بانتقاداتها للحكومة العراقية والاحتلال الأميركي، وعاش في شقة صغيرة في ضاحية بغداد الجديدة ذات الأغلبية الشيعية.
ويقبع الزيدي، الذي يواجه احتمال عقوبة السجن لمدة 15 عاما، في الاعتقال في المنطقة الخضراء التي تحيط بها إجراءات امنية مشددة للغاية في المنطقة دون ان تسمح السلطات لأسرته برؤيته.
وقال عدي: انه تلقى اتصالا هاتفيا من رجل وصف نفسه بأنه حارس رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قال فيه الرجل «ان المالكي يشعر بالذنب لتعرض الزيدي للضرب أثناء الحادث ما أدى الى اصابته».
على صعيد متصل، قال عدي لمحطة تلفزيون «البغدادية»، أمس «التقيت أخي وهو بأبشع حالة جراء حجم التعذيب والحروق التي تعرض لها بالعقاب بالأسلاك والأجهزة الكهربائية وهناك أورام كثيرة جراء التعذيب وخصوصاً في اليد التي قذفت الحذاء صوب بوش». وأضاف :«كما أبلغني بأن السلطات العراقية هي التي قامت بالتعذيب وان أفراد حماية الرئيس الاميركي كانوا يقولون لعناصر الأمن العراقية لا تضربوا، لا لا، إن أفراد الأمن العراقي استعملوا كل أنواع العنف معي».