بيت لحم تستعد للأعياد بعد 8 سنوات عجاف

بعد ثماني سنوات عجاف تستعد مدينة بيت لحم الفلسطينية، التي ولد فيها المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، لموسم جديد من اعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة، ما يعيد اليها قدراً من الحيوية والتألق.

فالفنادق محجوزة بالكامل حتى نهاية يناير المقبل، حيث يقول إلياس الأعرج إن الغرف الـ200 لفندقه محجوزة بأكملها طيلة الموسم، وانه يخطط لإضافة 100 غرفة «وكانت الأعمال والتجارة ناجحة وممتازة هذا العام»، وقوات الأمن الفلسطينية تعمل بتعاون وتسهيل من السلطات الإسرائيلية، ويرتبط الوضع الاقتصادي لبيت لحم الى حد كبير بمجريات الصراع الفلسطيني - الإسرائيلى، حيث انتعشت حركة السياحة فيها خلال التسعينات في ضوء عودة الحياة الى آمال السلام لكن سرعان ما تعرضت للتدمير باندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 ومنذ ذلك الحين وكل موسم اعياد تلو الآخر يعكس تراجعاً كبيراً في السياحة بسبب النزاع والعنف وتزايد قيود الاحتلال التي تكبل حركة سفر الفلسطينيين وتنقلاتهم.

وقال رجل الأعمال والمستثمر مايك كنواتي بنبرة تعكس كثيراً من التفاؤل «انه اختلاف السماء عن الأرض» وانه يستعد لافتتاح مطعم جديد قرب كنيسة المهد.

ويقول مسؤولون فلسطينيون إن 1.3 مليون سائح زاروا الضفة الغربية هذا العام، وقد يرتفع الى 1.6 مليون شخص مع نهايته، وهو ما يزيد بمقدار الضعف على العام المقبل، وان ازدهار الحركة السياحية وفر 12 ألف وظيفة جديدة، وذلك استناداً الى ما قاله وزير الإعلام رياض المالكي.

ويقول رئيس بلدية بيت لحم فيكتور بطارسة إن في بيت لحم 19 فندقاً جميعها محجوز حتى نهاية الشهر المقبل، وانه يتوقع توافد 30 ألف زائر على المدينة عشية عيد الميلاد مقارنه ب22 ألفاً العام الماضي، وان العدد مرشح للزيادة.

وأضاف بطارسة أنه يأمل في أن تقنع مؤشرات الانتعاش أبناء بيت لحم بالبقاء فيها بعد هجرة عدد متزايد منهم، خصوصاً من المسيحيين، الى الخارج في الأعوام الأخيرة، وأن «هدوء الأوضاع وانتعاش الحركة السياحية سيوفر المزيد من الوظائف وفرص العمل ويشجع العائلات على البقاء في المدينة»، ويشكل المسيحيون 40٪ من سكان المدينة البالغ عددهم 32 ألفاً بعد أن كانوا يشكلون 90٪ في الخمسينات من القرن الماضي. ويوشك القائمون على عمليات الزينة والديكور الخاصة باحتفالات عيد الميلاد، على الانتهاء من عمليات التزيين والاستعداد في ميدان مانغر الذي ستضاء فيه شجرة عيد الميلاد بحضور ومشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث تم وضع عشرات المصابيح الكهربائية الصفر على جانبي الشارع الرئيس المؤدي الى مدخل المدينة التي لا تختلف عن أي مدينة فلسطينية أخرى، فشوارعها مزدحمة وأسواقها تعج بالحركة والضوضاء، وتختلف عن التصور المستمد من الكتاب المقدس، الذي قد يحمله الزائر عنها في مخيلته، ويقول مايكل كريسي (30 عاما) مهندس برامج كمبيوتر قادم من سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا، لدى خروجه من كنيسة المهد «انه لأمر رائع ومدهش حقاً أن أشاهد المكان الذي سمعت عنه الكثير والكثير طوال حياتي، واحب البقاء حتى عيد الميلاد المجيد، ولكنني أشعر بالأسف لأنني مضطر للعودة الى أميركا لمباشرة أعمالي». ويختلف المزاج العام في بيت لحم كثيراً عنه في قطاع غزة، الذي لم يعش الحد الأدنى من فرحة عيد الأضحى بسبب الحصار الشامل الذي تفرضه عليه إسرائيل، مما أدى الى نقص خطير في الأضاحي وغلاء فاحش في أسعارها إضافة الى نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية الأخرى.

وسيتم نشر 1500عنصر من قوات الأمن الفلسطينية في بيت لحم خلال فترة أعياد الميلاد لحفظ النظام والأمن، وقال الضابط سليمان عمران إن جنود وضباط الأمن سيرحبون بالزوار والسياح بالورود والأزهار والحلوى وبطاقات التهنئة التي كتبت عليها ارقام هواتف لطلب المساعدة في حالات الطوارئ او التعرض لأية متاعب. ويقول مسؤولون عسكريون وامنيون إسرائيليون إنهم يتعاونون وينسقون مع نظرائهم في الجانب الفلسطيني لتأمين سلامة الوصول الى بيت لحم من غير أن يشيروا الى أن بيت لحم محاطة بجدار الفصل العنصري من ثلاث جهات، والى أن أي زائر او سائح يريد الدخول إلى المدينة لا بد له من المرور عبر حاجز عسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلي، تحيط به أسلاك وأبراج مراقبة مشحونة بالتيار الكهربائي.

تويتر