شظف العيش يضطرّ أفغانيين إلى بيع أولادهم
درجت الأسر الأفغانية الفقيرة في الآونة الأخيرة، على بيع أبنائها لنساء ثريات لا يستطعن الإنجاب، ويجيء هذا السلوك نتيجة للحالة الاقتصادية المتردية في البلاد، وإخفاق المنظمات الخيرية في الوصول إلى مناطق تتعدى نطاق العاصمة كابول. وفي الوقت الذي تقل فيه المتاجرة بالإناث، فإن الذكور يجلبون أسعاراً عالية نسبياً، على الأقل في نظر الأسر الفقيرة التي تتنازل عن أطفالها في سبيل إعالة بقية أفراد الأسرة.
وقد شهد ميهران بوزورغينيا، وهو فني كاميرا يعمل مع القناة الإخبارية الرابعة، بيع صبي يبلغ ثمانية أعوام، يدعي قاسم لامرأة ثرية من كابول تدعى صديقة، حيث تم البيع خارج مدينة مزار الشريف. وقبيل انتهاء مفاوضات البيع، طلبت صديقة إلى الصبي تقبيل والده ووالدته، لأنه لن يراهم بعد ذلك، ثم ناولت الوالدين مبلغ 1500 دولار، عندها أخذ الوالد في النحيب، وخاطب أحد الحضور صديقة قائلاً لها «ينبغي ألا تفعلي ذلك»، مستهجناً عملية البيع. وردت صديقة «أعلم ذلك» قبل أن ترد ثانية بقولها «لكنني من ناحية أفعل ذلك لتوفير مستقبل باهر لهذا الصبي، وتعليماً جيداً له، ولكي أنقذ إخوته المتبقين، فالشتاء على الأبواب والأموال التي أعطيتها لهم كافية لإنقاذ إخوته من الجوع». ورد الوالد «بعت قطعة من فؤادي لأنقذ أطفالي الأربعة الباقين من الموت جوعاً، وليس لدى ابن أكبر منه، وأنا مريض أعاني من الفشل الكلوي».وتفاقمت محنة الأسر الأفغانية الفقيرة في الآونة الأخيرة للحدّ الذي أصبح فيه بيع الأطفال سلوكاً عادياً.
من الناحية الأخرى، انتشرت العصابات التي تنشط في اختطاف أطفال الأسر الغنية طلبا للفدى، ووقعت في الآونة الاخيرة 180عملية اختطاف في كابول وحدها تقدر مطالبات الفدية بشأنها 34 ألف جنيه إسترليني لإطلاق المختطفين.
عن«ديلي تليغراف»