عائلة رئيس الوزراء الياباني متورّطة في استغلال أسرى الحرب
كشفت بعض وثائق الحرب العالمية الثانية أن عائلة رئيس الوزراء الياباني تارو أسو، استخدمت بعض أسرى الحرب في بعض المناجم الخاصة بها، والتي يطلق عليها «مناجم أسو». واضطرت الحكومة اليابانية إلى الإقرار بذلك وبصحة الوثائق التي تحدثت عن تلك الأنشطة.
وأفرجت الحكومة اليابانية عن تلك الوثائق الخاصة في وزارة الصحة، بعد جدل مستفيض بين أعضاء المعارضة والأجهزة المدنية. وجاء في تلك الوثائق أن «شركة أسو» سخّرت مئات الأسرى البريطانيين والأستراليين لاستخراج الفحم من مناجم العائلة.
ويقول العضو البرلماني المسؤول عن تلك الوثائق، يوكوهيسا فوجيتا، إن الأسوأ من ذلك هو احتمال أن تكشف بعض سجلات لم يتم إماطة اللثام عنها بعد، عن تورط عشرات الشركات اليابانية في أعمال مماثلة. وكانت اليابان أقرتّ أخيراً استخدام الأسرى الكوريين في أعمال السخرة، إلا أن هذه الوثائق الأخيرة أجبرت حكومة أسو للإقرار للمرة الأولى باستخدام أسرى أوربيين في المناجم تحت ظروف مشابهة.
ووعد وزير الخارجية هيروفومي ناكاسوني، بالتحقيق أكثر في أعمال السخرة التي خضع لها أسرى الحرب العالمية الثانية. وظهرت هذه الوثائق فجأة في أيدي فوجيتا قبل أيام، خلال اجتماع لإحدى اللجان البرلمانية، حيث من المحتمل أن يقوي الكشف عن هذه الوثائق من شوكة خصوم أسو، والذي صاحب فترته القصيرة جدل كثير. ويصارع أسو في الوقت الراهن ليس من اجل الحفاظ على قيادته فقط، وإنما من أجل بقاء الحزب الديمقراطي الليبرالي على قيد الحياةأيضاً، والذي حكم اليابان عبر 54 عاماً متواصلة.
وفي الوقت الذي صعد فيه «أسو» للسلطة فإنه كثيراً ما قلل من أهمية التاريخ المخزي لشركة «أسو» التي كان والده تاكاكيشي يديرها خلال الحرب.
وقبل أن يصبح زعيماً في سبتمبر الماضي، تعرض أسو مباشرة لحملة شرسة بشأن تاريخ نشاط عائلته الاقتصادي، ومرة أخرى رفض الإقرار عن أي بيانات بشأن هذه الأنشطة، والتي كان يدير أفرعاً منها في سبعينات القرن الماضي. ويقول عن ذلك «كنت في الخامسة من عمري عندما انتهت الحرب ولا أتذكر أحداث تلك الفترة».
وأصبح عدم إقرار أسو بتاريخ الشركة العائلية في تلك الفترة أكثر جدلاً، في الوقت الذي ظهر فيه المزيد من الوثائق ليؤكد تلك الادعاءات. الوثائق الموجودة في أرشيف الولايات المتحدة الوطني، والتي قدمتها شركة «أسو للتعدين» للقائد الأعلى لقوات التحالف عام 1946 تتضمن رسالة من رئيس شركة «يوشيكوما للتعدين» في فوكودا مرسلة إلى وزير الحرب الياباني الجنرال سوجياما،ومؤرخة في 22 فبراير 1945 تطلب فيها الشركة إلى الوزير السماح لها باستخدام 300 سجين حرب، للقيام بأعمال التعدين 12 ساعة في اليوم ولمدة عام.
عن «التايمز»
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news