إدانة عربية للعدوان ودعوات إلى قمّة طارئة
أثارت المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل أمس، في قطاع غزة الكثير من ردود الفعل العربية المستهجنة والمنددة، والداعية إلى وقف العدوان وعقد قمة عربية طارئة، كما خرجت تظاهرات غاضبة في عدد من الدول.
وفي التفاصيل، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أنه سيتم عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب اليوم، أو غداً على أقصى تقدير، بناء على طلب الأردن لبحث العدوان الإسرائيلي الخطر على قطاع غزة.
وقال إنه طلب إلى ليبيا العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن الدولي، التقدم بطلب لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، لبحث الوضع في غزة.
ونفى موسى، في مؤتمر صحافي، تعقيباً على العدوان الإسرائيلي على غزة، أن يكون هناك غطاء لذبح المواطنين العرب أياً كان الوضع، خصوصاً أن غزة تحت الحصار وجزء من الأراضي المحتلة، وإسرائيل مسؤولة عن التعامل الإنساني مع سكانها، وليس التعامل بهذا الشكل الدموي الذي جرى.
ودانت جامعة الدول العربية الغارات الإسرائيلية، ووصفت ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في القطاع بـ«المذبحة». وطالبت مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات فورية كفيلة بوقف هذا «التهور» و«الاندفاع» الإسرائيليين وحماية الشعب الفلسطيني من هذه «الجرائم» الإسرائيلية.
ودان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني العدوان الإسرائيلي الذي طال الأبرياء من المدنيين والنساء والأطفال. وأشار الديوان الملكي الهاشمي، إلى أن الملك عبدالله بدأ اتصالات دبلوماسية مكثفة مع عدد من الزعماء العرب والقيادات السياسية الدولية، شملت اتصالاً بالرئيس المصري محمد حسني مبارك، والرئيس محمود عباس، بهدف إطلاق جهد عربي ودولي مكثف لوقف العدوان الإسرائيلي.
ودعا الرئيسان اليمني علي عبدالله صالح والسوري بشار الأسد إلى قمة عربية طارئة لبحث الوضع في غزة.
كما دعا العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في اتصال بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى قمة عاجلة. وذكرت تقارير إعلامية أن الزعيم الليبي معمر القذافي وأمير قطر تباحثا هاتفياً أيضاً حول الوضع في غزة.
بدوره، شبه حزب الله اللبناني العدوان الذي أعلنت إسرائيل بدايته أمس، بالحرب على لبنان في يوليو .2006 ودعا مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي، الشعوب العربية إلى الخروج في تظاهرات حتى لو أدى ذلك إلى التصادم مع قوات الأمن، قائلاً «إن الفلسطينيين يقدمون المئات من القتلى واللبنانيون قدموا كذلك، فلماذا لا يقدم الشعب العربي القليل؟».
وفي ردود الفعل الدولية ، دان البيت الأبيض قيام حركة حماس «باستخدام الصواريخ لقصف أهداف إسرائيلية، ودعا بالمقابل الجانب الإسرائيلي إلى تجنّب إلحاق خسائر مدنية في غزة. وقال، الناطق باسم البيت الأبيض غوردون غوندرو «يجب أن تتوقف حماس عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل كي يتوقف العنف.. يجب على الحركة أن تضع حداً لنشاطاتها الإرهابية إذا رغبت في لعب دور في مستقبل الشعب الفلسطيني».
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، بينما رأت تركيا أن الغارات الإسرائيلية ضربة لجهود السلام.
وعلى المستوى الشعبي، خرجت تظاهرات في رام الله تدين العدوان على غزة. كما خرجت تظاهرات حاشدة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان. كما شهدت دمشق تظاهرات تستنكر المجزرة. ونظم أيضاً في عمان اعتصام حاشد أمام مجمّع النقابات المهنية، رفع خلاله المشاركون لافتات تطالب برفـع الحـصار وفتح المعابر، ووقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي. ودعا المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن سعيد همّام في كلمة خلال هذا الاعتصام، العــلماء وشــباب الأمة العربية والإسلامية إلى التظاهر للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية.
وفي مدينة كراتشي الباكستانية تظاهر عدد من الطلاب، منددين بالمجزرة الإسرائيلية.
بحث صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، في اتصال هاتفي تلقاه من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الأوضاع فى قطاع غزة في ضوء الاعتداءات الاسرائيلية عليه، كما بحثا امكانية عقد قمة عربية أو إسلامية طارئة لمناقشة الوضع في القطاع. واستنكرت وزارة الخارجية الإماراتية العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وأعلنت تأييدها طلب الأردن عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية، على مستوى وزراء الخارجية، لاتخاذ موقف عربي موحد لوقف هذا العدوان. أبوظبي ــ وام