غـــــــــزة تغـــــــرق في الــــــدم

ارتكبت إسرائيل أمس، مجزرة جديدة في قطاع غزة المحاصر، اعتبرتها بداية لعدوانها العسكري الجديد الذي اسمته «الرصاص المصبوب»، وذلك بسلسلة غارات استهدفت 1.5 مليون فلسطيني في مناطق متفرقة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 210 فلسطينيين، بينهم عدد من النساء والأطفال والتلاميذ، كما أصيب أكثر من 700 آخرين في حصيلة قابلة للارتفاع.

ويضيف العدو الصهيوني في هذه المذبحة الجديدة إلى سجله الإجرامي فصلاً جديداً دامياً في مساره الذي تواصل منذ أكثر من 60 عاماً، ومن محطاته المذابح التي اقترفها في دير ياسين وخانيونس وجنين وقانا وبيت حانون، وصبرا وشاتيلا التي شابهت مشاهد جثث الشهداء في مذبحة أمس بعض ما ارتكب في أثنائها قبل 25 عاماً.

واشتعل الغضب العربي في عواصم ومدن عدة احتجاجاً على المجزرة وطالبت مظاهرات شعبية واسعة الحكومات العربية بدعم المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال.

وعلى الصعيد الرسمي، أجرى القادة العرب اتصالات لعقد قمة طارئة، واستنكرت دولة الإمارات المجزرة الإسرائيلية، وشهدت مدينة الشارقة أمس، مسيرة احتجاجية على المذبحة.

وفي السياق أشار مراقبون إلى أن المجزرة ستكون فتيلاً لإشعال انتفاضة جديدة في فلسطين المحتلة.

وفي غزة التي غرقت في دماء شهدائها، لم يجد مئات الشهداء والجرحى الذين سقطوا في المجزرة متسعاً في المستشفيات نتيجة عددهم الكبير، حيث تم وضع بعضهم على الأرض التي غطتها الدماء، لازدحام ثلاجات الشهداء وأسرّة العلاج، كما اضطر ذوو الشهداء والجرحى إلى جلب أغطية من بيوتهم، أو قطع كرتونية لتغطية أجساد ضحاياهم.

واكتظت مستشفيات غزة بآلاف المواطنين الفلسطينيين الذين حضروا باحثين عن ذويهم بين أشلاء الشهداء المقطّعة، والجرحى الذين وزعوا على المستشفيات من دون معرفة الأماكن والأسماء لضخامة العدد، وخطورة الإصابات التي أصيبوا بها.

وحاولت «الإمارات اليوم» الحديث إلى أحد الناجين من أفراد الشرطة وهو (حسن بهار)، الذي عثر عليه ذووه بعد طول عنـاء، ولكنه لم يتمكن من ذلك لخطورة إصابته، وعدم قدرته على الحديث أو التذكر.

و قال مدير دائرة الاستقبال والطوارئ في مجمع الشفاء الطبي في غزة، الدكتور هيثم دبابش، «منذ حدوث المجزرة أعددنا خطة وجهزنا أنفسنا لاستقبال الضحايا، ولكن ما وصل إلينا يفوق أي توقع، فالشهداء والجرحى تعدوا المئات، وقد اضطررنا أمام هذه الأعداد الكبيرة إلى عدم استقبال مرضى عاديين من الناس، ونقل بعض الحالات إلى مستشفيات أخرى، أو إخراج من تماثل للشفاء، ولكن ذلك لم يجدِ نفعاً، حيث تم إلقاء الضحايا على الأرض حتى يتسنى لنا تقديم العلاج اللازم لهم».

وأضاف «يوجد نقص حاد في الأدوية ومستلزمات الإسعاف الأولي، وبعض العلاجات اللازمة للعمليات الجراحية العاجلة».

وبين دبابش أن قسم العناية المكثفة في مستشفى الشفاء لم يتسع للعدد الكبير من الحالات الحرجة من بين المصابين، وقد دفعهم ذلك إلى استعمال خمسة أقسام وغرف المستشفى لتحويلها بشكل مؤقت إلى غرف عناية مكثفة.

وأخذ عدد من الناجين من المجزرة أثناء عمليات الإسعاف البحث عن الخـبز واسطوانات الغـاز، إضافـة إلى كميات من الوقـود في الأماكـن التي دمرها العدوان الإسرائيلي.

تويتر