جنود الاحتلال الأميركي في العراق.. حالات انتحار وانهيار زيجات
أنشأ جيش الاحتلال الأميركي في العراق عيادات متخصصة واخصائيين، لمساعدة جنود المقدمة على إنقاذ زيجاتهم المنهارة والحد من الانتحار.
ويقدم 45 اختصاصياً الاستشارة والعلاج من داخل وحدة صحية تابعة للجيش الأميركي بالقرب من مطار بغداد، ويوزعون نسخاً من كتيب «المبادئ السبعة لاستمرارية الحياة الزوجية».
وتعترف أعلى الرتب العسكرية بالتهديد الذي يكتنف حياة الجندي في الميدان، حيث يقول قائد مركز السيطرة على صدمة المعركة كيفن غورملي، انه «يلزمنا أن يكون جنودنا في حالة نفسية وصحية جيدة استعداداً للقتال، ويلزمهم أن يتحدثوا مع المعالجين عن شعورهم».
وفي الوقت الذي تسمح فيه الانترنت للجنود بالاتصال بأسرهم في أميركا يومياً، بل وعلى مدار الساعة، فإنها قد تسبب في اشتعال المنازعات المنزلية بين الجنود وزوجاتهم هناك، ولهذا السبب يحذر الاختصاصيون الجنود من محاولة السيطرة على الأمور من على بعد، بما في ذلك «اصدار الأوامر للزوجات بغسيل سيارة الأسرة». ويتوسط الاختصاصيون بين الزوج والزوجة، مستخدمين في ذلك وسائل الاتصال بالفيديو وكاميرا الانترنت في محاولة لانقاذ الزيجات المشارفة على الانهيار.
وتعالج العيادة أيضا مشكلات الإقدام على الانتحار والمشكلات العقلية الأخرى، ووفقاً لإحصاءات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أقدم 21 جندياً أميركياً على الانتحار في العراق بين يناير وأغسطس هذا العام، إضافة إلى 39 آخرين بعد عودتهم لديارهم.
ويعاني 18% من الجنود الأميركيين من مشكلات نفسية خلال مهامهم في العراق، إضافة إلى نسبة مماثلة منهم تعاني من صدمة ما بعد القتال بمجرد عودتهم لبلادهم، مع العلم ان فترة مهمة الجندي الاميركي تبلغ ضعف ما يقضيه الجندي البريطاني هناك، بين 12 و15 شهراً. وتطورت الصحة النفسية في الوقت الراهن إلى حد بعيد، فقد بعثت واشنطن بالممرضين والأطباء النفسانيين بعد غزو العراق عام 2003 لتقديم العناية النفسية للجنود الأميركيين وتشكيل فريق أمامي يستطيع معالجة صدمة المعركة خلال دقائق فقط.
عن «التايمز»