إسرائيل و«حماس» تدرسان المبادرة المصرية.. والسلطة تبحث تنفيذها
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وإسرائيل أمس، أنهما تدرسان المبادرة المشتركة الفرنسية المصرية الرامية الى التوصل لهدنة في قطاع غزة، فيما قالت فرنسا إن السلطة الفلسطينية التي ستبحث في القاهرة تنفيذ آلياتها، أيدت وتل أبيب المبادرة، في حين أعلنت سورية أن حماس مستعدة للموافقة على السلام إذا أوقفت اسرائيل عمليتها العسكرية وانسحبت من القطاع، وأجل مجلس الأمن الدولي مناقشاته لمشروع القرار العربي حول وقف إطلاق النار الفوري في غزة إلى اليوم.
وفي التفاصيل، أكدت حركة حماس انها ستدرس الخطة المصرية لوقف الحرب في غزة، بعدما عرضها المسؤولون المصريون على وفد من الحركة قام بزيارة للقاهرة استغرقت ٤٨ ساعة.
وكان عضوا المكتب السياسي لحركة حماس عماد العلمي ومحمد نصر، اجريا محادثات أول من أمس، في القاهرة مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، حول شروط انهاء الحرب في في غزة.
وقال مسؤول في «حماس» في دمشق، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة «فرانس برس»: إن العلمي ونصر اللذين غادرا القاهرة امس، سيقدمان تقريرا عن مناقشاتهما في القاهرة الى قيادات الحركة. وأضاف أن «حماس» «ستدرس المبادرة المصرية».
واعلن الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز امس، ان الدولة العبرية ستدرس المبادرة المشتركة الفرنسية المصرية. وقال متحدثا لشبكة سكاي نيوز من القدس المحتلة «نثمن عاليا موقف مصر، سندرس ما تقترحه مصر». وأضاف «لدينا الان تصور عام، علينا ان ندرس التفاصيل لان الامر يتوقف للاسف على كيفية تنظيم المسألة، لكن ما هو مطروح على الورق غير كاف لتغيير الموقف».
وقال «لا نريد اطالة الحرب، ليس لدينا اية مطامع جغرافية، نريد الانتهاء من ذلك، ليس من الوضع الراهن فحسب بل كذلك من الارهاب».
وأعلن المتحدث باسم رئاسة الوزراء الاسرائيلية مارك ريغيف، أن اسرائيل اعربت عن تأييدها المبادرة، وقال «تشكر اسرائيل الرئيسين المصري حسني مبارك، والفرنسي نيكولا ساركوزي، على جهودهما بهدف التوصل الى حل لإنهاء الانشطة الارهابية في غزة، ووضع حد لعمليات تهريب الاسلحة من مصر الى غزة». على حد تعبيره.
واضاف ان «اسرائيل تنظر بايجابية الى الحوار بين المصريين والاسرائيليين، للتقدم في هذا المجال».
وفي باريس، أعرب ساركوزي عن ارتياحه «الشديد» لـ«تأييد» اسرائيل والسلطة الفلسطينية المبادرة الفرنسية المصرية التي عرضها الرئيس مبارك الليلة قبل الماضية. وقال قصر الاليزيه في بيان: إن «رئيس الجمهورية يرحب بموافقة اسرائيل والسلطة الفلسطينية على المبادرة الفرنسية المصرية، التي عرضها مساء الثلاثاء في شرم الشيخ الرئيس مبارك». واضاف البيان: ان «الرئيس يدعو الى تطبيق هذه الخطة في اقرب فرصة لوقف معاناة السكان».
وفي دمشق، قال الرئيس السوري بشار الأسد: إن حركة حماس مستعدة للموافقة على السلام إذا أوقفت اسرائيل عمليتها العسكرية وانسحبت من القطاع، مشدداً على أن دعم بلاده للحركة لا يتجاوز الطابع السياسي.
وأضاف الأسد، في حديث لشبكة «CNN» الأميركية: أن بلاده قد تلعب دوراً على هذا الصعيد مع (حماس)، إذا تمكنت باريس من إقناع إسرائيل بتسوية توقف المعارك وتعيد فتح المعابر، وقال: إن المعارك الحالية في غزة تزيد من التطرف في المنطقة، متمنياً عدم اندلاع حرب جديدة، وأن تتدخل الإدارة الأمريكية الجديدة لدفع عملية السلام بجدية.
إلى ذلك، أعلن السفير الفلسطيني في القاهرة نبيل عمرو، ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يرحب بالمبادرة، وسيبحث في القاهرة «آليات تنفيذها» مع مبارك.
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية امس: ان عباس يصل اليوم الى القاهرة وسيلتقي الرئيس المصري السبت «لبحث سبل إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ووضع التصورات والآليات لتنفيذ المبادرة المصرية؛ لإنهاء التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة».
وقالت وزير الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس: ان واشنطن تؤيد المبادرة، موضحة ان بلادها تصر على ان تكون الهدنة «دائمة وقابلة للاستمرار» وألا تنتج عنها عودة الوضع على الارض الذي كان قبل بدء العملية الاسرائيلية.
وكان مبارك دعا في مبادرة مشتركة مع نظيره الفرنسي «اسرائيل والجانب الفلسطيني الى اجتماع عاجل للتوصل الى الترتيبات والضمانات التي تكفل عدم تكرار التصعيد الراهن ومعالجة مسبباته». وأوضح ان هذه الضمانات يفترض ان تشتمل على «تأمين الحدود» استجابة لمطلب اسرائيلي و«اعادة فتح المعابر ورفع الحصار» عن قطاع غزة، استجابة لمطالب الفلسطينيين.
في هذه الأثناء، أجل مجلس الأمن الدولي مناقشاته لمشروع القرار العربي حول وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة إلى اليوم الخميس.
جاء ذلك في جلسة لمجلس الأمن امس، شارك فيها الرئيس الفلسطيني وممثلون من 25 دولة بينهم 14 وزيراً للخارجية، وشهدت الجلسة تباينات في المواقف بين الدول العربية والولايات المتحدة على وجه الخصوص.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وطالب بالتوصل إلى آلية دولية لضمان رفع الحصار عن غزة وضمان فتح المعابر لكي تعمل، كما تم التخطيط لها في اتفاقية عام 2005 والتي تمت بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ومصر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news