ساسة بريطانيا غاضبون على رسامي الكاريكاتير

غوردن براون.

اشتكى رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون نهاية الأسبوع الماضي من ان رسامي الكاريكاتير دائما ما يرسمونه «بدينا»، والمعروف أن براون ابلغ تلك الشكوى لرسامي صحيفتين محليتين على الأقل بمن فيهم دافي براون في صحيفة الاندبندنت، ولامهم على تصويرهم له بهذا الشكل قائلا «إنني لست بدينا كما تصورونني». وينضم براون بشكواه تلك إلى مجموعة من السياسيين الذين يمتعضون من الطريقة التي تظهرهم بها وسائل الإعلام.

ولعل أشهر ضحية لرسامي الكاريكاتير هو رئيس الوزراء البريطاني السابق، جون ميجور، والذي لم يعجز رسام الكاريكاتير عن إيجاد طريقة كل يوم للسخرية منه.

وكان برنامج تلفزيوني بريطاني أظهر ميجور كرجل غبي في شكل دمية رمادية اللون وهو يتناول طعام العشاء في صمت مع زوجته، بينما أ برز رسام الكاريكاتير بصحيفة الغارديان ستيف بيل رئيس الوزراء السابق في شكل بطل خارق لكنه يتميز بالغباء والخمول يرتدي ملابسه الداخلية فوق بنطاله، وعلق ميجور في ذلك الوقت على ذلك قائلا «إن ذلك يهدف إلى جعلي عديم الاستقرار، ولهذا تجاهلته».

وكان وزير الداخلية السابق كينيث بيكر يخشى من ظهور خياله في البرنامج التلفزيوني «سبيتنغ ايميدج»، والذي يبدو فيه كعملاق نحيف كسول، وادعى في ذلك الوقت بأنه يصاب بالارتباك لدى رؤية هذه الخيالات، لكنه عبر في ما بعد عن استيائه منها عندما وصفها بأنها قاسية ووحشية، «إنها تركل الناس وتمزع أيديهم وأرجلهم».

زعيم الحزب الليبرالي السابق ديفيد ستيل اشتكى من تصويره في البرنامج نفسه في شكل قزم يجلس في جيب نظيره زعيم الاشتراكي الديمقراطي ديفيد أوين، وذلك عندما فشل حزبه في التحالف مع الديمقراطي الاشتراكي.

ويقول زعيم محافظ آخر وهو وليام هيغ: إن رسامي الكاريكاتير صوروه على شكل طفل صغير نحيل مقارنة بنظيره السياسي توني بلير في الوقت الذي يعتبر فيه نفسه انه من درجته نفسها.

ويعتبر المستشار المحافظ السابق دينيس هيلي أول سياسي يقع ضحية للمحاكاة التهكمية، عندما قلده الكوميدي الساخر مايك يارود تقليدا ساخرا. ويقول هيلي عن ياورد: إنه «ذكي للغاية، واعتقد ان انطباعه عني ساخر جدا، وقلدني في بعض الأحيان في الإذاعة لدرجة أن ابنتي ظنتني انا المتحدث»، ويضيف «أن مثل هذه الأشياء لا تضايقني أبدا والسبب في ذلك ربما يعود إلى أن معظم الرسومات الكاريكاتيرية لطيفة معي».

ويقول أيضا «دائما ما أتخيل أولئك الذين تم تصويرهم بشكل قاسٍ، مثل (رئيسة الوزراء السابقة) السيدة مارغريت تاتشر، والتي لا تحب تلك الرسوم وأنا أتفهم ذلك، لكن على هؤلاء السياسيين أن يضعوا في اعتبارهم أنها مجرد رسوم كاريكاتيرية وانطباع وليست مسألة حقيقية».

ويقول الرسام الكاريكاتيري في الاندبندنت براون «إن المسألة ليست هجوما شخصيا على السياسي بقدر ما هي تعليق على سياساته وعلى ما يقترفه من أخطاء مهنية».

وعلى الرغم من ذلك اخذ الكثير من السياسيين مسألة الرسوم الكاريكاتيرية مأخذ الجد، واشترى البعض الرسوم المسيئة من الفنانين قبل نشرها في محاولة لتفادي لسانها السليط. ويقال ان السياسي ديفيد بلانكيت عين ضابطا صحافيا يتصل به كل يوم ليشرح له كيف تم تصويره في صحف صباح ذلك اليوم.


جون ميجور.

مارغريت تاتشر.

تويتر