إسرائيل تعتدي على سفينة «الأخـوة» اللبنانية قبالة غزة

طفلان يبكيان خلال مسيرة فلسطينية في الخليل تطالب بإطلاق الأســــرى في سجون الاحتلال. أ.ف.ب

فتحت البحرية الإسرائيلية النار في اتجاه سفينة «الإخوة» اللبنانية التي كانت تحمل مساعدات طبية إلى غزة، واعتدت على عدد من ركابها بعد أن دخلت المياه الفلسطينية قبالة القطاع بالتزامن مع استشهاد قيادي من «سرايا القدس» برصاص الاحتلال في جنين. وفيما أعلنت مصر أمس إنها ستستقبل مجدداً الموفد الاسرائيلي عاموس جلعاد لمواصلة البحث في اتفاق التهدئة، أغلقت القاهرة معبر رفح مجدداً، بينما أنهى وفد حركة المقاومة الاسلامية «حماس» محادثاته مع المصريين من دون اتفاق بشأن التهدئة مع إسرائيل.

وفي التفاصيل، داهم الجيش الاسرائيلي أمس سفينة المساعدات التي أرسلتها اللجنة الأهلية اللبنانية إلى غزة خلال وجودها قبالة القطاع المحاصر وذلك بعدما أطلق النار باتجاهها. وقال منسق لجنة «المبادرة الوطنية لكسر الحصار عن غزة» معن بشور لوكالة «فرانس برس»: «تبلغنا من الموجودين على السفينة أنهم وصلوا إلى المياه الاقليمية الفلسطينية قبالة شواطئ غزة، حيث اعترضتهم زوارق حربية إسرائيلية وداهم عناصرها سفينتهم بعد إطلاق النار عليها».

وقال بشور «اعترض زورقان حربيان اسرائيليان الليلة قبل الماضية السفينة، وهي في المياه الدولية تحاول الوصول إلى المياه الإقليمية في شمال فلسطين وطالباها بالعودة أدراجها ثم حلقت فوقها مروحيات عسكرية مطلقة قنابل مضيئة».

وأعلن وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك امس أن رجال البحرية الاسرائيلية صعدوا إلى السفينة، وتجري مرافقتها إلى ميناء أسدود في اسرائيل.

ودانت الحكومة الفلسطينية المقالة «بشدة عملية القرصنة البحرية التي قامت بها قوات الاحتلال الاسرائيلي في اختطاف سفينة الاخوة اللبنانية التي وصلت إلى مشارف شواطئ قطاع غزة، وبعد دخولها المياه الاقليمية الفلسطينية».

وقال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة أن «هذا التصرف العدواني الاسرائيلي هو تكريس لسياسة الحصار الظالم التي تمارسها قوات الاحتلال واعتداء صارخ على حرية الملاحة البحرية إلى القطاع وتندرج في إطار القرصنة».

وكانت مصادر فلسطينية قد ذكرت أن سفينة «الأخوة» اللبنانية تواصل طريقها إلى المياه الإقليمية المصرية في مسعى لدخول المياه الإقليمية في القطاع. وبدأت تقترب من المياه الإقليمية المصرية، بعد حصولها على إإذن من السلطات المصرية بدخول ميناء العريش.

وتقل السفينة ثمانية متضامنين من بينهم مطران القدس في المنفى ايلاريون كبوتشي ورئيس «رابطة علماء فلسطين» الشيخ داود صلاح والناشطة الايرلندية حركة «غزّة حرة» تيريزا إضافة إلى عدد من الإعلاميين.

وعلى صعيد التهدئة، قال مصدر مصري مسؤول أن مستشار وزارة الحرب الاسرائيلية، عاموس جلعاد، «سيعود إلى القاهرة لمواصلة المحادثات مع مدير المخابرات العامة المصرية، اللواء عمر سليمان، حول الهدنة وفتح المعابر بين اسرائيل وقطاع غزة».

ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط عن المصدر المصري المسؤول أن جلعاد «سيستكمل المباحثات الخاصة بالتهدئة وسيرد على استفسارات الفصائل الفلسطينية». وأضاف أن «وفدا من حركة حماس نهى محادثاته في القاهرة الليلة قبل الماضية مع اللواء سليمان وغادر الى دمشق وغزة، للتشاور مع باقي الفصائل حول موقف نهائي من هذه القضايا والعودة الى القاهرة خلال أيام».

وفي وقت سابق، ذكرت الوكالة ان وفد حماس سيعود الى العاصمة المصرية غداً. وأكدت حماس أمس أنها تنتظر رداً مطلع الأسبوع المقبل على استفسارات قدمتها للقيادة المصرية لتحديد موقفها من اتفاق التهدئة.

وصرح عضو الوفد صلاح البردويل أن الحركة تتحفظ على اقتراح من اسرائيل بفتح جزئي للمعابر بينها وبـين قطاع غزة.

وأوضح المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم أن «العرض الاسرائيلي الذي تلقته حماس فيه غموض كثير، ويحتاج إلى إيضاحات، حيث أن عرضهم يربط ملف الاسرائيلي الأسير جلعاد شاليت بفك الحصار، بمعنى أن اسرائيل تريد أن يفك الاحتلال تدريجياً وتبقي على 30٪ من الحصار إلى حين اطلاق سراح شاليت». وأغلقت السلطات المصرية معبر رفح اعتباراً من صباح أمـس، لكنها ستسمح بعبوره في حالات استــثنائية، حسب ما أفاد مسؤول في المعبر، طلب عدم ذكر اسمه.

إلى ذلك، أفادت الاجهزة الأمنية الفلسطينية، أن الناشط من «سرايا القدس»، الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي، علاء أبو الرب، استشهد برصاص جنود اسرائيليين في منزله في قباطية قرب جنين .

وقال وزير الحرب إيهود بارك إن مقتل أبو الرب أحبط تنفيذ عملية في إسرائيل. وأضاف «العثور على حزام ناسف في منزله قد منع ارتكاب عملية في إسرائيل عشية الانتخابات».

وتوعدت «سرايا القدس» بالرد الفوري على جريمة اغتيال ابو الرب.

واعترفت اسرائيل أول من امس بأن إحدى دباباتها قتلت ثلاث فتيات اصابت صرخات والدهن في بث تلفزيوني حي المشاهدين بالصدمة في الأيام الأخيرة لهجوم غزة، لكنها قالت إن هذا التصرف كان «منطقياً».

تويتر