أخطاء «بي بي سي» تهدّد صدقيّتها
تعرضت هيئة الإذاعة البريطانية الـ «بي بي سي» لانتقادات لاذعة في الآونة الأخيرة، بسبب سوء أدائها فيما يخص تغطيتها لأحداث مهمة خارج البلاد، إضافة إلى أخطائها المتكررة.
وأثارت الهيئة جدلاً واسعاً في بريطانيا وخارجها، خصوصاً خلال الحملة العسكرية الأخيرة التي قام بها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة. وبات من الواضح أن المؤسسة الإعلامية العريقة قد بدأت تفقد من صدقيتها أمام الرأي العام المحلي والعالمي.
وما إن تخرج «بي بي سي» من مأزق حتى تقع في آخر، وأصبحت أخطاؤها محل جدل ونقاش في بريطانيا. وكانت آخر الإخفاقات في برنامج تلفزيوني بثته إحدى قنوات المؤسسة، تم بعدها إقصاء كارول تاتشر، ابنة رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر، من المشاركة في برنامج القناة الاجتماعي، بسبب تعرضها لأحد الشخصيات الرياضية. وعدّ المراقبون ماحدث في البرنامج «زوبعة في فنجان» لم يكن ينبغي لمؤسسة «محترمة» مثل «بي بي سي» أن تنساق وراءها، كما أن هذا السلوك لا يدل على المهنية الإعلامية. وجدير بالذكر أن ألفاظ كارول تاتشر «المسيئة» لم تكن على الهواء بل كانت خلال حديث ودي مع مضيفيها قبيل بدء البرنامج.
من جهة أخرى فاجأت الهيئة متابعيها برفضها بث نداء لجمع التبرعات لضحايا قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي، بحجة أنه يهدد «حياديتها». وقال مديرها العام، مارك تومسون، «إن بث نداء لجمع أموال من أجل مساعدة ضحايا قطاع غزة يعرض حيادية هيئة الإذاعة البريطانية للخطر.» وأضاف توموسن إن «بي بي سي» لا يمكن أن تعطي الانطباع بأنها تدعم طرفاً مقابل طرف آخر.» وفي المقابل بثت قنوات المؤسسة المختلفة نداءات مماثلة في أكثر من مناسبة، إلا أنها وبحجة الحيادية تجاهلت معاناة شعب بأكمله.
وقد وصفت صحف بريطانية رفض الهيئة بث النداء الموجه من لجنة طوارئ الكوارث البريطانية بـ«الخطأ»، وعبرت عن فخرها بنشرها النداء نيابة عن عدد من الجمعيات الخيرية. وقالت إنها ترى أن المبررات التي سيقت بشأن حرص الهيئة على حياديتها ضعيفة. وتساءل إعلاميون إن كانت «بي بي سي» تنقصها الثقة بتقاريرها إلى الحد الذي يجعلها ترى أن سمعتها ستتضرر بمنحها وقتاً من البث لنداء استغاثة إنساني.
ومن الحماقات التي ارتكبها بعض مذيعي هذه الهيئة «العريقة» بث ردود مخلة بالآداب، قام بتسجيلها كل من رسل براند وجوناثان روس، اللذين لم يقدما اعتذاراً علنياً عن هذا الخطأ الفادح إلا بعد أن انهال على الهيئة أكثر من 180 ألف احتجاج. ولم تقتصر إساءة «بي بي سي» على المستمعين والمشاهدين فحسب، بل طالت المسؤولين البريطانيين الحاليين والسابقين. ومن هؤلاء رئيس الوزراء غوردن براون ورئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر.
وبلغت بالمذيع روس الجرأة أن سأل زعيم حزب المحافضين ديفيد كاميرون خلال برنامج إذاعي إن كان تفكيره بمارغريت تاتشر «يثير غرائزه أم لا». ولم يتدخل المسؤولون لفصل هذا المذيع، رغم مسارعتهم لمنع ابنة تاتشر لمجرد وصفها أحد اللاعبين بـ«المريع».
وفي سياق متصل، وصف المذيع المتخصص في السيارات، جيريمي كلاركسون، رئيس الوزراء براون بأنه شخص «كذاب»، الأمر الذي أثار غضب أعضاء في مجلس العموم وطالبوا كلاركسون بالاعتذار.
وينادي بعض الإعلاميين والمسؤولين في بريطانيا بضرورة إدخال إصلاحات جذرية على الهيئة التي باتت محل انتقاد واستهجان.
يذكر أن ميزانية الهيئة تعتمد أساساً على الضرائب المباشرة التي تتقاضاها من البريطانيين، ويدفع كل من يمتلك تلفازاً في بريطانيا 195 جنيهاً إسترلينياً مقابل مايدعى «رخصة المشاهدة».
عن «ديلي ميل»