مطربة عالمية مناصرة لنمور التاميل

يرى العديد من محبي الموسيقى في العالم أن مايا ارولبراغاسام هي المطربة التي صارت معروفة بالحامل التي دارت في كل انحاء المسرح اثناء توزيع جوائز الغرامي الاحد الماضي. ولكن هذه الفنانة غير معروفة في سريلانكا حيث امضت سنوات طفولتها، واما الذين يعرفون انها تغني فعلاً فانهم يقولون إنها مدافعة عن متمردي نمور التاميل الذين يقومون بحرب اهلية في سريلانكا منذ زمن بعيد.

ولطالما حققت مايا، التي ترشحت لجائزة الاوسكار على الاغنية التي شاركت في كتابتها للفيلم الناجح «مليونير الحي الفقير» الشهرة عبر الاغاني والفيديو والمقابلات باعتبارها صوت الاقلية التاميل. وفي فيلم فيديو صورته لاغنية «انفلونزا الطيور» مثلاً، كان الاطفال يرقصون امام ما بدا انه شعار المتمردين، وهو عبارة عن نمر مجمزر. وقالت مايا في مقابلة مع احدى وسائل الاعلام «كوني الوحيدة من نمور التاميل وسط الاعلام الغربي فلدي فرصة كبيرة كي اشرح للعالم عما يجري في سريلانكا. ثمة مذبحة تحدث هناك» ولكن وجهة نظر مايا السياسية كانت تزعج بعض الناس في زمن كانت الحكومة السريلانكية على وشك هزيمة متمردي التاميل الذين تعتبرهم اميركا والاتحاد الاوروبي ارهابيين.

وقال كاتب الاغاني سوريش جاياويكراما، من كولومبو عاصمة سريلانكا «بصراحة انها محظوظة جدا لانها حظيت بهذا الدعم، حتى وان كان غير مباشر، من مجموعة ارهابية تعتبر هي الاكثر دموية في العالم» وسوريش هو من العرقية السنهالية التي تشكل الاكثرية في سريلانكا،حيث يتشابه موقفه هذا مع العديد من السريلانكيين المطلعين على اغاني مايا.

ولكنه قال ايضا إن مايا تستحق الدعم بسبب موهبتها الفنية والشهرة التي حققتها واضاف «في الحقيقة يتعين ان تتمتع باعتراف اكثر في هذا البلد».

ورغم عقود من الصراع فإن الوسط الموسيقي بقي بعيداً عن السياسة في سريلانكا وربما يرجع ذلك الى ان الجمهور ينشد التسلية كي ينسى الحرب الاهلية. وقال المغني السريلانكي ديلين جوزيف وهو من ابوين سنهالي وتاميل «مقارنة مع الدول الاخرى، فان الناس لا يكتبون الكثير من الاغاني هنا حول ما يجري في البلاد على الصعيد السياسي».

ومن جهة اخرى تقول مايا إن الحكومة في سريلانكا تنفذ مذابح جماعية في الاماكن التي يعيش فيها التاميل ولكن مجموعات حقوق الانسان تقول انه خلال الصراع الذي استمر لاكثر من 25 عاماً قتل نحو 70 ألفاً من الطرفين.

الأكثر مشاركة