غزة تودّع 1412 شهيداً.. وتنجب 3700 مولود خلال الحرب
في الوقت الذي كان يودع فيه أهالي قطاع غزة أبناءهم الشهداء الذين ارتقوا خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، كان زائرا جديدا يدق الأبواب حاملا معه ابتسامة أمل، فغزة المكلومة التي فقدت 1412 شهيدا خلال الحرب، من بينهم 437 طفلا، ولدت وعلى مدار 23 يوما من العدوان 3700 مولود جديد. وحمل هؤلاء المواليد الجدد كرامات من الله عز وجل، أنزلها على أهل غزة لتواسيهم وتعوضهم ما فقدوه من أحبة خلال الحرب.
ودعت وأنجبت
السيدة أم هاني السموني، 34 عاما، فقدت 30 شهيدا من عائلتها خلال الحرب، منهم13 طفلا، وثماني سيدات، ومن بينهم شقيقها إسماعيل، وعمها، لكنها رزقت وفي اللحظة التي استشهد فيها شقيقها بالمولودة سجود، التي قدر لها أن تُولد داخل غرفة في منزل عائلتها الذي كان يتعرض محيطه للقصف، حيث اجتمع بداخلها ما يقارب 22 فردا من العائلة المنكوبة.
وتسرد أم هاني ما حصل معها، خلال حديثها لـ«الإمارات اليوم» قائلة «في اليوم الأول للعملية البرية العسكرية، بدأت الآليات تتوغل تجاه منطقة سكننا في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وتساقطت القذائف في محيط منازلنا، ولجأ إلى منزلنا عدد من أفراد العائلة، وتجمع ما يقارب 22 فردا داخل غرفة كانت هي الأكثر أمنا في منزلنا، بينما كانت النيران والقذائف تتساقط كالأمطار».
وتابعت «اشتد عليّ الألم، حيث إنني كنت حاملاً في الشهر الثامن، فحاول زوجي أن يخرجني من المنزل ولكن لم يستطع بسبب تساقط القذائف، ووجهنا مناشدات إلى طواقم الإسعاف والصليب الأحمر، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلينا بسبب منع القوات دخولهم، وفي هذه اللحظات لم أتحمل الألم وبدأت أشعر بأن المولود سينزل».
وأضافت «في داخل الغرفة أحضرت أمي قطعة قماش وفصلت بيني وبين من يوجدون داخل الغرفة، وحاولت أن تولدني، وفي هذا الوقت جاء ابن عمي يقول إن أخي إسماعيل أصيب خلال محاولته الخروج من المنزل».
وذكرت أم هاني أن موعد إنجابها كان في شهر يناير الماضي، ولكن ما تعرضت له من خوف، وما شاهدته من قتل أمام عينيها، أدى إلى أن يكون الموعد مبكرا.
وأشارت إلى أنها تلقت نبأ استشهاد شقيقها وعمها الذي استشهد في صباح اليوم التالي لإنجابها،حيث إن عائلتها كانت حريصة على عدم إخبارها بذلك، حرصا على صحتها.
وقالت أم هاني السموني وهي لا تدري كيف تجفف دموعها «الحمد لله رب العالمين على كل حال، فقد رزقني بابنتي سجود في اليوم الذي فارقني فيه شقيقي وعمي شهداء».
«أحمد» المولود والشهيد
«أحمد»، هو اسم المولود الجديد، والوالد الشهيد، ففي اليوم الذي استشهد فيه المواطن أحمد زقوت جراء استهداف الطائرات الإسرائيلية لمنزله في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، أنجبت زوجته مولودا جديدا أسمته «أحمد» على اسم زوجها.
أعلى معدلات
في الوقـت الذي اكتظـت فيه مستشفيات قطـاع غزة بالشهداء والجرحى، الذين لم يتوقفوا طيلة الحرب، لم تخل حضاناتها من أصوات المواليد الجدد.
وقال مدير مستشفى الولادة في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، الطبيب أكرم الشيخ خليل «لقد شهدت مستشفيات قطاع غزة خلال فترة الحرب التي استمرت منذ يوم 27 -12- ،2008 وإلى 17-1-،2009 نحو 3700 حالة ولادة خلال فترة الحرب التي استمرت على مدار 23 يوما متواصلة، فشهر يناير هذا العام سجل أعلى معدلات الولادة قياساً بالأشهر السابقة».
وأضاف إن «عنف القصف الإسرائيلي وحالات الخوف، بالإضافة إلى السموم الناتجة عن القذائف السامة التي كانت تلقى خلال الحرب، تسببت في ولادة مبكرة لعدد من النساء، بالإضافة إلى حالات إجهاض لا إرادي».
وأوضح الشيخ خليل أن مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات القطاع، سجل خلال فترة الحرب 1263 حالة ولادة، 61 حالة منها ولادة مبكرة بسبب ظروف الحرب المحيطة من خوف وقصف وقتل، والسموم الناجمة عن القذائف التي كان الاحتلال يسقطها على مناطق القطاع.
وذكر أن نسبة المواليد الذكور 52٪ من إجمالي المواليد، مقابل 48٪ من الإناث.
ولفت إلى أن عدداً من النساء الحوامل أحضرن إلى مستشفى الشفاء، وقد أصبن بمغص وآلام غريبة في البطن، توقع أن تكون ناجمة عن استنشاق السموم الناجمة عن القذائف.
وذكر مدير مستشفى الولادة في مجمع الشفاء الطبي أن عدد المستشفيات الحكومية التي توجد بها أقسام ولادة في قطاع غزة هي خمسة مستشفيات، بالإضافة إلى أكثر من 10 مستشفيات وعيادات خاصة توجد بها أقسام ولادة، لافتا إلى أن عدداً من النساء اضطررن إلى الولادة داخل المنزل في فترة الحرب، بسبب عدم تمكنهن من الوصول إلى المستشفى، وعدم قدرة الأطقم الطبية من الوصول إليهن.
ودعت وأنجبت
السيدة أم هاني السموني، 34 عاما، فقدت 30 شهيدا من عائلتها خلال الحرب، منهم13 طفلا، وثماني سيدات، ومن بينهم شقيقها إسماعيل، وعمها، لكنها رزقت وفي اللحظة التي استشهد فيها شقيقها بالمولودة سجود، التي قدر لها أن تُولد داخل غرفة في منزل عائلتها الذي كان يتعرض محيطه للقصف، حيث اجتمع بداخلها ما يقارب 22 فردا من العائلة المنكوبة.
وتسرد أم هاني ما حصل معها، خلال حديثها لـ«الإمارات اليوم» قائلة «في اليوم الأول للعملية البرية العسكرية، بدأت الآليات تتوغل تجاه منطقة سكننا في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وتساقطت القذائف في محيط منازلنا، ولجأ إلى منزلنا عدد من أفراد العائلة، وتجمع ما يقارب 22 فردا داخل غرفة كانت هي الأكثر أمنا في منزلنا، بينما كانت النيران والقذائف تتساقط كالأمطار».
وتابعت «اشتد عليّ الألم، حيث إنني كنت حاملاً في الشهر الثامن، فحاول زوجي أن يخرجني من المنزل ولكن لم يستطع بسبب تساقط القذائف، ووجهنا مناشدات إلى طواقم الإسعاف والصليب الأحمر، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلينا بسبب منع القوات دخولهم، وفي هذه اللحظات لم أتحمل الألم وبدأت أشعر بأن المولود سينزل».
وأضافت «في داخل الغرفة أحضرت أمي قطعة قماش وفصلت بيني وبين من يوجدون داخل الغرفة، وحاولت أن تولدني، وفي هذا الوقت جاء ابن عمي يقول إن أخي إسماعيل أصيب خلال محاولته الخروج من المنزل».
وذكرت أم هاني أن موعد إنجابها كان في شهر يناير الماضي، ولكن ما تعرضت له من خوف، وما شاهدته من قتل أمام عينيها، أدى إلى أن يكون الموعد مبكرا.
وأشارت إلى أنها تلقت نبأ استشهاد شقيقها وعمها الذي استشهد في صباح اليوم التالي لإنجابها،حيث إن عائلتها كانت حريصة على عدم إخبارها بذلك، حرصا على صحتها.
وقالت أم هاني السموني وهي لا تدري كيف تجفف دموعها «الحمد لله رب العالمين على كل حال، فقد رزقني بابنتي سجود في اليوم الذي فارقني فيه شقيقي وعمي شهداء».
«أحمد» المولود والشهيد
«أحمد»، هو اسم المولود الجديد، والوالد الشهيد، ففي اليوم الذي استشهد فيه المواطن أحمد زقوت جراء استهداف الطائرات الإسرائيلية لمنزله في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، أنجبت زوجته مولودا جديدا أسمته «أحمد» على اسم زوجها.
أعلى معدلات
في الوقـت الذي اكتظـت فيه مستشفيات قطـاع غزة بالشهداء والجرحى، الذين لم يتوقفوا طيلة الحرب، لم تخل حضاناتها من أصوات المواليد الجدد.
وقال مدير مستشفى الولادة في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، الطبيب أكرم الشيخ خليل «لقد شهدت مستشفيات قطاع غزة خلال فترة الحرب التي استمرت منذ يوم 27 -12- ،2008 وإلى 17-1-،2009 نحو 3700 حالة ولادة خلال فترة الحرب التي استمرت على مدار 23 يوما متواصلة، فشهر يناير هذا العام سجل أعلى معدلات الولادة قياساً بالأشهر السابقة».
وأضاف إن «عنف القصف الإسرائيلي وحالات الخوف، بالإضافة إلى السموم الناتجة عن القذائف السامة التي كانت تلقى خلال الحرب، تسببت في ولادة مبكرة لعدد من النساء، بالإضافة إلى حالات إجهاض لا إرادي».
وأوضح الشيخ خليل أن مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات القطاع، سجل خلال فترة الحرب 1263 حالة ولادة، 61 حالة منها ولادة مبكرة بسبب ظروف الحرب المحيطة من خوف وقصف وقتل، والسموم الناجمة عن القذائف التي كان الاحتلال يسقطها على مناطق القطاع.
وذكر أن نسبة المواليد الذكور 52٪ من إجمالي المواليد، مقابل 48٪ من الإناث.
ولفت إلى أن عدداً من النساء الحوامل أحضرن إلى مستشفى الشفاء، وقد أصبن بمغص وآلام غريبة في البطن، توقع أن تكون ناجمة عن استنشاق السموم الناجمة عن القذائف.
وذكر مدير مستشفى الولادة في مجمع الشفاء الطبي أن عدد المستشفيات الحكومية التي توجد بها أقسام ولادة في قطاع غزة هي خمسة مستشفيات، بالإضافة إلى أكثر من 10 مستشفيات وعيادات خاصة توجد بها أقسام ولادة، لافتا إلى أن عدداً من النساء اضطررن إلى الولادة داخل المنزل في فترة الحرب، بسبب عدم تمكنهن من الوصول إلى المستشفى، وعدم قدرة الأطقم الطبية من الوصول إليهن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news