إسرائيل تُجهض مقترحات التهدئة

فلسطيني يصرخ غاضباً لدى تفقّده حطام مسجد قصفته إسرائيل أمس في خانيونس. أ.ف.ب

أجهضت إسرائيل أمس مقترحات التهدئة في قطاع غزة مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، فيما رفضت الحركة القرار الاسرائيلي ربط التهدئة بإطلاق الجندي المحتجز في قطاع غزة جلعاد شاليت، واعتبرته تعطيلا متعمدا للجهود المصرية.

بينما اتهم كبير المفاوضين الاسرائيليين مع مصر بشأن التهدئة عاموس جلعاد مكتب رئيس الوزراء المنتهية ولايته إيهود أولمرت «بإهانة مصر».

وتفصيلا، قالت مصادر سياسية إسرائيلية إن اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر انتهى بقرار عدم إبرام اتفاق تهدئة من دون إتمام صفقة التبادل مع حماس.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي ان نقاشاً حاداً ساد أجواء الاجتماع بين أولمرت ووزير الحرب إيهود باراك، لرفض الأخير ربط صفقة شاليت بالتهدئة.

واعتبر وزير الداخلية مئير شتريت هذا الموضوع شرطا لأي تفاهمات مع «حماس»، موضحاً أنه لا يعتقد أنه يوجد أحد في المجلس الوزاري المصغر يعارض هذا القرار، أو لا يضعه على سلّم الأولويات.

وقال أن إسرائيل لن تقيم أي مفاوضات مع «حماس»، وأن التفاوض يكون مع الوسيط المصري، للتوصل إلى أي اتفاق. وقبل بدء جلسة المجلس المصغر، استدعى أولمرت باراك وجلعاد إلى مكتبه وعقد جلسة مغلقة معهما.

وقالت إذاعة الجيش الاسرائيلي إنه يبدو أن أولمرت وبّخهما في أعقاب ما نشرته صحيفة «معاريف» أمس، حيث نقلت عن جلعاد انتقادات شديدة وجهها إلى رئيس الوزراء بسبب تغيير موقفه في الأيام الأخيرة من مسألة الإفراج عن شاليت واتفاق التهدئة.

وحسب الصحيفة فإن جلعاد قال لمقرب له «لا أفهم ما يحاولون فعله؟ هل هو إهانة المصريين؟ هل أهنئهم؟ إنه جنون، إنه الجنون بعينه. مصر حليفتنا الوحيدة في المنطقة».

وقال المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم إن الحركة ترفض شروط الاحتلال بشأن التهدئة، وتؤكد تعطيله المتعمد للجهود المصرية. وأضاف إن هذه القرارات الصهيونية تعتبر فرض شروط جديدة في اللحظات الأخيرة، وهذا يتناقض كليا مع المواقف الفلسطينية والمصرية.

ورأى برهوم إنه تهرب الاحتلال من استحقاقات التهدئة، والهدف من هذه الشروط استخدامها ورقة سياسية بين يدي التحالفات الصهيونية القائمة، بهدف ابتزاز «حماس» والفصائل الفلسطينية، وحشرها في زاوية الخيارات الصهيونية.

واتهمت السلطة الفلسطينية الحكومة الأمنية الاسرائيلية بوضع العراقيل أمام التهدئة، وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن السلطة تحذر من وضع إسرائيل العراقيل لمنع الوصول إلى التهدئة.

وأضاف « سينعكس هذا الأمر سلباً على مجمل الأوضاع»، داعياً المجتمع الدولي، وخصوصاً الإدارة الأميركية، إلى الضغط على إسرائيل للوصول إلى تهدئة سريعة حتى يفتح المجال أمام إعادة إعمار غزة وفتح المعابر ورفع معاناة الشعب الفلسطيني.

وقال الناطق الرسمي باسم لجان المقاومة الشعبية أبو مجاهد إن الاحتلال لم يوافق على مطالب فصائل المقاومة المتمثلة في إطلاق سراح 1400 أسير فلسطيني مقابل الجندي الأسير، ولم يوافق بشكل رسمي على المطالب التي حددتها المقاومة الفلسطينية في هذه الصفقة، وفي مقدمتها القائمة المتمثلة في إطلاق سراح 1450 من قادة الفصائل الفلسطينية وذوي الأحكام العالية.

واعتبر أبو مجاهد أن هذه مماطلة إسرائيلية بربط ملف شاليت بالتهدئة، وتسويف لكسب الوقت ربما كي لا يكون هناك حل مع الحكومة الحالية.

مصر تعلن تأجيل الحوار الفلسطيني
قال مسؤول مصري رفيع إن محادثات المصالحة التي ترعاها بلاده بين الفصائل الفلسطينية، وكان مقرراً أن تبدأ جولة جديدة منها في 22 فبراير الجاري، تأجلت من أجل السماح بإجراء مزيد من المشاورات. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن المسؤول قوله «تم تأجيل المحادثات لفترة قصيرة لإتاحة المزيد من الوقت للتشاور والتنسيق بين مواقف الفصائل»، من دون ان يعطي مزيداً من التفاصيل.

وتتفق مصادر عربية على أن إنهاء الانقسامات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة «فتح» التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ضروري في عملية إنهاء الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام ،2006 وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، الفصائل الفلسطينية بوقف الحملات الإعلامية المتبادلة ضد بعضها من اجل انجاح الحوار الفلسطيني في القاهرة.

تويتر