مقـتـل 23 في اشـتباكــات وهجوم مسلح على قوات السلام في مقديشو

صوماليون يسعفون أحد المصابين في أعنف قتال تشهده مقديشو منذ أشهر. أ.ف.ب

قتل 23 شخصاً على الأقل وجُرح 90 آخرون أمس في اشتباكات عنيفة حين هاجم مسلحون إسلاميون في العاصمة الصومالية أفرادا من الشرطة وقوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي، في أعنف قتال تشهده مقديشو منذ أشهر. وأعلن الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ احمد قبوله عرض الوساطة الذي تقدم به الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الداعية يوسف القرضاوي بينه وبين خصومه في الصومال، وقال وزير الخارجية الصومالي محمد عبدالله عمر إن الحكومة الجديدة تعطي الاولوية لتحقيق الاستقرار.

وتفصيلا، قال شهود عيان إن مقاتلين مدججين بالسلاح هاجموا القوات الحكومية في حي طالح جنوب مقديشو، ما أدى إلى تبادل إطلاق نار كثيف. وذكر شاهد العيان، عبدالعزيز ديريه الذي قتل عمه، إن ثلاثة اشخاص قتلوا في سقوط قذيفة هاون على منزل.

وقال عدد من الأهالي أن مدنيين قتلوا برصاص طائش في مناطق قريبة من مسرح الاشتباكات، وأن الجانبين استخدما الرشاشات الثقيلة والمدفعية، وأن المتمردين أطلقوا وابلاً من قذائف المورتر على قصر الرئاسة الصومالية الواقع على قمة تل.

وقال عبدالرزاق محمد، وهو من سكان مقديشو، إن أماً وطفلها قتلا حين سقطت قذيفة على منزلهما، «وكانت اشلاؤهما مهترئة لدرجة لم نعرف فيها ماذا نحمل».

وقتل على الأقل 18 مدنيا آخرين، وقال عاملون في مستشفى المدينة إن المستشفى استقبل نحو 90 مصابا.

وقتل أكثر من 16 ألف مدني خلال عامين من التمرد، وأجبر مليون على النزوح عن ديارهم، ويعتمد أكثر من ثلث السكان على المساعدات، ودمرت أجزاء كبيرة من العاصمة مقديشو.

وقالت جماعة الشباب الإسلامية إنها ستواصل شن المزيد من الهجمات على قوات الاتحاد الافريقي، بعد أن قتلت الأحد ما لا يقل عن 11 جنديا بورونديا.

من ناحية أخرى، أعلن الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد قبوله بعرض الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. ووزع مكتب رئيس الاتحاد الدكتور يوسف القرضاوي في الدوحة نصاً لرسالة بعث بها إليه الرئيس الصومالي الجديد، جاء فيها «نؤكد لكم استجابتنا لدعوتكم للوحدة والحوار والمصالحة من دون شروط مسبقة واستعدادنا التام للتعاون معكم، وبذل كل ما بوسعنا لانجاح مساعيكم».

وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عرض وساطة على الرئيس الصومالي الجديد فور نجاحه في الانتخابات.

ورد شيخ شريف على العرض بتأكيده أنه يمد يده «لاخواننا الذين خالفونا الرأي والاجتهاد»، ودعاهم إلى تحقيق الحرية والسلام، «لقيادة هذا الشعب معاً لبر الامان والبناء والتعمير والتطبيق الصحيح للشريعة الاسلامية». وتمنى شريف أن يستجيب الإخوة لنداء الشيخ القرضاوي للم الشمل والانطلاق لبناء الصومال من جديد.

في سياق متصل، قال وزير الخارجية الصومالي أمس في أول مقابلة له منذ تعيينه مع «رويترز» إن الحكومة الجديدة تعطي الأولوية لتحقيق الاستقرار في مقديشو ومساعدة المشردين والبناء على هدوء في أعمال العنف بين الفصائل المحلية.

وأضاف أن الهجوم الذين شنه إسلاميون في مطلع الأسبوع وأسفر عن مقتل 11 من قوات حفظ السلام الافريقية يجب ألا يشتت أنظار العالم عن التقدم المشجع الذي تحقق بالنسبة للصومال.

ووأوضح أن النقطة الوحيدة المتبقية التي يتحجج بها المتشددون هي قضية قوات الاتحاد الافريقي. وقال «هذه الأحداث مأسوية، لكنها لم تعد العوامل المحددة الآن في الصومال. وخلال الأيام العشرة الماضية، اختفت قضية الصراع الصومالي الصومالي، وهذا تحول كبير»، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام لا تجاري العملية الجارية في الصومال. وقال عمر إنه يأمل أن تتمركز الحكومة من جديد في مقديشو قريبا «نهاية الشهر الجاري أو بداية الشهر المقبل». ويقيم سياسيون صوماليون عديدون في جيبوتي في الوقت الحالي، بعد أن سيطرت حركة الشباب الاسلامية المتشددة على بيدوا، مقر البرلمان في يناير الماضي.

وقال عمر إن ثاني عنصر ستعطيه الحكومة الأولوية سيكون مساعدة مئات آلاف النازحين داخل الصومال على العودة، بعد أن فروا من جراء القتال في مقديشو.

تويتر