أميركا تراجع «حرب الإرهاب» بحضور أفغانـي ــ باكستاني

الجانبان الباكستاني والأفغاني في محادثات واشنطن. أ.ب

بدأ وزيرا خارجية باكستان وأفغانستان محادثات في واشنطن أمس، في الوقت الذي دعا أعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي إلى إعادة النظر في مليارات الدولارات التي أرسلت إلى إسلام آباد في إطار «الحرب على الإرهاب» .وتزامن الاجتماع مع إعلان حركة طالبان الباكستانية، وقف إطلاق نار غير محدود في وادي سوات، في الوقت الذي اوصفت فيه رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي التعزيزات الأميركية في أفغانستان بأنها «ليست تصعيدا».

وفي التفاصيل، اجتمع وزيرا خارجيتي باكستان شاه محمود قريشي وأفغانستان رانجين دادفار سبانتا في واشنطن أمس، في إطار إعادة تقويم الاستراتيجية الأميركية التي يجريها الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يعتزم إرسال 17 ألف جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان، ووضع المزيد من التركيز على مكافحة التطرف في باكستان.

وستعقد جلسة ثلاثية غدا مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية، روبرت وود، إن كلينتون«تتطلع إلى اجتماعها مع الوزيرين لتستمع إلى آرائهما، وبالطبع لتتبادل معهما الآراء حول ما نعتقد أنه يجري على الأرض».

وقبل الاجتماع، انتقدت لجنة من الكونغرس عدم وجود «خطة شاملة» لمكافحة التطرف في مناطق القبائل المحاذية لأفغانستان. وقالت لجنة محاسبة الحكومة في الكونغرس إنها وجدت أن الولايات المتحدة أنفقت مليارات الدولارات منذ العام 2002 بهدف إنهاء «التهديد الإرهابي» على الحدود الباكستانية مع افغانستان.

وذكرت اللجنة أنه « على الرغم من ست سنوات من الجهود الأميركية والباكستانية، فإن القاعدة جددت قدراتها لمهاجمة الولايات المتحدة، وتواصل إقامة ملجأ آمن في منطقة القبائل الباكستانية». وتبين للجنة أن أكثر من 70٪ من المساعدات الأميركية كانت تتعلق بالإنفاق العسكري معظمها على شكل تمويل للعمليات.

وقال التقرير إن ذلك لا يشتمل على العمليات السرية، وأظهر أن المساعدات الأميركية إلى باكستان لا تأتي بنتيجة.

من جهة أخرى، أعلنت حركة طالبان الباكستانية أمس وقف إطلاق نار غير محدود في وادي سوات، إثر الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع السلطات المحلية، لتطبيق الشريعة في المنطقة الواقعة شمال غرب باكستان. وأعلنت هذه الهدنة غير المحدودة في ختام مجلس شورى دعا إليه زعيم مقاتلي طالبان في وادي سوات مولانا فضل الله.

وقال المتحدث باسم جماعة فضل الله مسلم خان إن«الشورى اجتمعت برئاسة مولانا فضل الله وقررت وقف إطلاق نار لفترة غير محددة».

وأضاف «سوف نطلق سراح جميع السجناء من دون شروط. اليوم أطلقنا سراح أربعة عناصر من القوات شبه العسكرية وسنفرج عن جميع العناصر الأمنيين المحتجزين لدينا في بادرة حسن نية».

وفي واشنطن، أعلنت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي أن إرسال 17 ألف جندي أميركي إضافي خلال الأشهر القادمة إلى أفغانستان «ليس مقدمة لتصعيد». وقالت في مؤتمر صحافي إن «الانطباع الذي شعرت به من الأميرال مولن (مايكل مولن قائد اركان القوات الأميركية) هو أن الأمر لا يتعلق بمقدمة لتصعيد».

وأوضحت بيلوسي أيضا أن إرسال القوات يجب أن يترافق مع تحرك «للرد على الفساد المنهجي المتفشي في الحكومة الأفغانية وقمع تهريب المخدرات». وأشارت إلى أنه يتعين على الدول المجاورة المشاركة في الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في أفغانستان. وقالت«ليس لباكستان والهند وأفغانستان وحدها، بل لروسيا والصين وإيران، وربما دول الخليج أيضا» مصلحة في تحقيق الاستقرار في أفغانستان من خلال عمل مشترك.

على صعيد آخر، أعلنت الصحافية الكندية بيفرلي غيسبريشت التي خطفت مطلع نوفمبر الماضي في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان، حيث كانت تصور فيلما وثائقيا، أن عناصر منحركة طالبان يحتجزونها، وذلك في شريط فيديو بثته أول أمس شبكة «سي.بي.إس» التلفزيونية الكندية. وقالت غيسبريشت (52 عاما) التي كان يحيط بها مسلحان «أنا في الأسر منذ نحو ثلاثة أشهر، ولست متأكدة فعلا من مكان وجودي. أنا في مكان ما من المنطقة الحدودية مع أفغانستان، ثمة غارات جوية. إنها منطقة حرب».

تويتر