1500 مقدسي أمام أوسع تهجير منذ 1967
يواجه 1500 فلسطيني من سكان منطقة البستان، في حي سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، أخطر عملية تهجير قسري من مدينتهم منذ عام ،1967 حيث سلمتهم البلدية الإسرائيلية في القدس إخطارات بهدم منازلهم، وعددها 88 منزلاً، والمقامة منذ مئات وعشرات السنين على الأراضي المتوارثة عن الآباء والأجداد، بذريعة البناء من دون ترخيص.
ولم يقتصر ادعاء إسرائيل بهدم المنازل على عدم الترخيص فقط، فإنها تدعي أيضا أن لها الحق في المدينة، وتزعم أن اليهود أول من سكنوها قبل 3000 عام، وأنها مدينة سيدنا داوود . ومخططهم الحقيقي من هذا الإجراء إقامة حديقة عامة مليئة بالزهور والأشجار وممرات لسير الدراجات الهوائية وجلسات أمام مطاعم ومقاهٍ على أنقاض منازل المواطنين المقدسيين في سلوان.
وقال عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان ومدير مركز البستان في القدس، فخري أبودياب، لـ«الإمارات اليوم» في اتصال هاتفي « تسعى إسرائيل لتهجير المواطنين الفلسطينيين من منطقة البستان في حي سلوان، لأن هذه المنطقة ملاصقة للمسجد الأقصى، ولا تبعد عنه أكثر من 200 متر، وتحمي سوره من الناحية الجنوبية، كما تنوي إقامة حديقة عامة ومطاعم على أنقاض المنازل بدعوى الترخيص». وأضاف « ادعاؤهم بعدم ترخيص منازلنا افتراء، فمنازلنا مشيدة منذ مئات الأعوام، وورثناها عن آبائنا وأجدادنا، فهم يريدون أن يفعلوا بحي البستان ما فعلوه في حي باب المغاربة من هدم منازله وتهجير سكانه».
وأوضح أبودياب أن قضية هدم منازل حي البستان قديمة جديدة، فهي تعود مجددا منذ العام 2000 وعام ،2005 حيث تم إصدار أوامر هدم لكل المنازل بحجة عدم الترخيص، لكن التحرك على المستويات، الإعلامي والشعبي والرسمي، حال دون تنفيذ قرارات الهدم، وطلبت البلدية من السكان تنظيم المنطقة لإصدار تراخيص بناء، وفرضت غرامات على البناء من دون ترخيص.
وافاد بأن الأهالي شرعوا في إجراءات قانونية وهندسية لتنظيم المنطقة، وعند استيفاء كل الشروط، فوجئوا برفض التنظيم من اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في البلدية الإسرائيلية في القدس.
ولفت عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان إلى أن إسرائيل تهدف من هذه السياسة إلى ترحيل 1500 مقدسي، تمهيداً للتهجير الجماعي الذي سيستهدف جميع الفلسطينيين من القدس، ضمن مخطط لبلدية القدس اسمه «2020»، يهدف إلى ترحيل كل الفلسطينيين حتى العام .2020
وذكر أن مساحة حي سلوان جنوب المسجد الأقصى تبلغ 5640 دونماً، منها 750 دونماً لمنطقة سلوان في الحي الذي يبلغ عدد سكانه 1500 مقدسي.
ويقطن فخري أبودياب (47 عاماً) في منطقة البستان، هو وزوجته وأبناؤه الخمسة، ومنزله مهدد بالهدم، حيث تسلم إخطاراً بذلك.
أما حسن الرويضي( 64 عاماً)، فيقطن هو وعائلته المكونة من 14 فرداً في منزل في منطقة البستان شيد منذ ،1920 وتقطن والدته هي وشقيقه وعائلتها في منزل مشيد منذ 1870 ، وهما معرضان لخطر الهدم وفق المخطط الإسرائيلي.
وقال الرويضي لـ«الإمارات اليوم» عبر الهاتف «في يوم الخميس الماضي، فوجئنا بحضور قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلي، وموظفي التفتيش في البلدية، وقاموا بقياس منازلنا في حي البستان، واقتحموها لتصويرها من الداخل والخارج، وقاموا بتصوير كل الأزقة والحارات، واستمر وجودهم نحو خمس ساعات».
وأضاف «حاولنا الاعتراض، واعتصمنا أمام منازلنا، لكنهم اقتحموا المنطقة ومنازلنا بالقوة تحت التهديد بالسلاح».
وأوضح الرويضي أن هذا الإجراء جائر بحق سكان القدس الأصليين الذين يقطنون فيها منذ مئات السنين، لافتاً إلى أنه سيصبح هو وعائلته مشردين إذا هدم منزله، حيث لا يوجد له مكان آخر في المدينة المقدسة.
ويعتبر حال أبودياب والرويضي حال 1500 مقدسي مهددين بالتهجير من المنازل التي يسكنوها منذ عشرات السنين، والمتوارثة عن آبائهم وأجدادهم الذين شيدوها منذ مئات السنين، فالمواطن الفلسطيني موسى أبوعودة (48 عاماً) مهدد، وعائلته المكونة من ثمانية أفراد معظمهم أطفال، بالتهجير القسري، وسيصبحون مشردين، بعد أن يهدم الاحتلال منزله الذي ورثه عن والده الذي شيده في أوائل القرن الـ19.