مارتن إنديك: فوجئت بتبني أوباما موقف بوش من الشرق الأوسط

مثّل الكتاب الاخير للسفير الاميركي السابق في اسرائيل مارتن انديك «البريء في الخارج» عن الفشل الاميركي في صنع السلام في الشرق الاوسط أهمية خاصة، ليس فقط لعلاقة الرجل بملف الشرق الأوسط، وإنما لعودة الولايات المتحدة لإنعاش عملية السلام في المنطقة المتوترة، وقد حاورته مجلة «اتلانتيك» الأميركية في هذا الإطار فأتت أجوبته على النحو التالي:

في خطاب الرئيس باراك أوباما يوم التنصيب، بدا وكأنه يكرر فهم جورج بوش عن الشرق الاوسط، هل تعتقد انه سيكون ثمة تغير في الادارة الجديدة؟

أنا نفسي صدمت بما قاله اوباما عندما ذكر وجهة نظر بوش، حيث اكد الحاجة الى دولتين لحل القضية الفلسطينية. وحاجة اسرائيل للامن وحقها في الدفاع عن نفسها، وضرورة اعتراف حركة المقاومة الإسلامية «حماس» باسرائيل، والتخلي عن الارهاب، وقبول الاتفاقات السابقة والحاجة الى دعم السلطة الفلسطينية، خصوصاً انها المدخل الرئيس لنقل المساعدات الى غزة.

لكن تعيين جورج ميتشل مبعوثاً الى الشرق الاوسط، وسرعة ارساله الى هناك، اضافة الى الوعد بتقدم الدعم الدبلوماسي الاميركي يشير الى الزخم الدبلوماسي الذي كانت عليه الولايات المتحدة في تسعينات القرن الماضي في معالجتها لعملية السلام، وهذا ما يدل على ان عملية السلام قد عادت.

هل تذكر لنا شيئاً واحداً يمكن أن يفعله المفاوضون الأميركيون بصورة مختلفة من شأنه أن يؤدي إلى نتيجة أفضل؟

هذا الشيء هو ان يفي الطرفان بالتزاماتهما، اي ان يتوقف الفلسطينيون عن الارهاب او يعملوا على تفكيك البنية التحتية للارهاب، وان تتوقف اسرائيل عن نشاطها الاستيطاني، وان تفكك المستوطنات غير القانونية.

هل يمكن إزالة المستوطنين في شرق الجدار الفاصل بالقوة، من دون أن يثير ذلك حرباً أهلية؟

لا اعتقد ان ثمة حاجة للقوة اذا تم تقديم تعويضات مساوية لما حصل عليه مستوطنو غزة.

هل تعتقد أن الفلسطينيين يمكن أن تكون استجابتهم بعد وقف الاستيطان في تحييد حركة حماس؟

لا اعتقد ذلك، لان «حماس» تتمتع بالشعبية في الضفة الغربية، كما هي الحال في غزة، خصوصا ان السلطة الحالية غير قادرة على اصلاح نفسها.

هل تعتقد أن الرئيس جورج بوش اخطأ عندما تجاهل القضية الفلسطينية حتى الفترة الثانية من رئاسته؟

كنت سفير ادارة بوش في الاشهر الستة الاولى من الادارة، وكان عليه ان يتدخل ويوقف الانتفاضة التي كان عمرها ثلاثة اشهر عندما دخل الى البيت الابيض. وكان شارون مستعداً للتعامل مع عرفات، وقد ارسل له ابنه البكر عومري وقال لي ان عرفات يفهم مغزى ان ارسل له ابني البكر. ولم يتحرك عند وقوع عملية تفجيرية وانتظر 15 شهرا لتدخل بوش، ولكن هذا الاخير فضل ان يبقى بعيدا، ما جعل شارون يرسل الجيش لاجتاح مدن الضفة الغربية.

هل تعتقد أن عملية السلام تمر من القدس إلى طهران؟

لااعتقد ان طهران يمكن ان تمنع السلام إذا قرر العرب والاسرائيليون صنعه.

تويتر