إيريك برنس: اعتزال تاجر قتل
أعلن، مؤسس شركة «بلاكووتر» الأمنية ايريك برنس أمس انه تنازل عن منصب الرئيس التنفيذي للشركة الأمنية التي قام بتاسيسها عام .1997
تأسست الشركة في البداية لتقديم التدريب لافراد الجيش والشرطة، وبعد احداث 11 سبتمبر وحرب العراق طورت نشاطها لتقدم خدمات أمنية خاصة.
وبرنس هو سليل أسرة خرافية الثراء ومسيحية متدينة، وعمل طياراً قبل أن يتحول إلى عالم المال إثر وفاة والده عا م .1995 وكانت علاقة الأسرة بالحزب الجمهوري ضاربة الجذور وأعمق من تاريخ تاسيس شركة «بلاكووتر» .
وتؤكد معلومات موثقة إن زعماء الحزب الجمهوري اعتادوا أن يصبحوا ضيوفا مألوفين لدى عائلة برنس، وتزوجت شقيقته بيستي ديفوس من قيادي يميني محافظ. كما قدمت عائلة برنس آلاف الدولارات للمرشحين في الحزب الجمهوري.
وقال مؤلف كتاب «بلاكووتر .. ظهور اقوى جيش ماجور في العالم» جيرمي سكاهيل «ايريك برنس جندي ايديولوجي، ليس في الحرب على الإرهاب فحسب، وانما في اجندة بوش بصورة عامة. وهو صاحب رؤية عندما يتعلق الامر بتكنولوجيا الاسلحة. ولكنه متبرع كريم عندما يتعلق الأمر بقضايا الحزب الجمهوري أو اليمين المسيحي».
ولطالما عرف عنه عدم حبه للظهور ورفضه نشر توزيع صورته على وسائل الإعلام. ووصفه كثيرون بأنه منعزل وسري. ولوحظ أكثر من مرة يشيح بوجهه من امام عدسات المصورين.
بعد دراسته الجامعية، دخل برنس كلية الطيران وقرر أن تكون حياته المهنية في الطيران، لكن وفاة والده ومرض زوجته الأولى والتي توفيت في ما بعد، جعله يترك هذا المجال. وباعت العائلةشركتها بنحو 1.3 مليار دولار عام 1996 الامر الذي منح برنس الحرية المالية كي يؤسس الشركة الأمنية التي حلم بها «بلاك ووتر»، فشكل منشأة تدريب ذات مقاييس عالمية يمكن ان يستاجرها الجيش الاميركي و كذلك الشرطة. وقام بشراء قطعة ارض مساحتها نحو 6000 فدان في كارولينا الشمالية لهذا الغرض. وهي مجاورة لقواعد عسكرية مثل سيل ودلتا، واطلق عليها «بلاكووتر» على اسم مستنقعات مجاورة ملوثة بنباتات متحللة ذات لون اسود.
حققت بلاكووتر أرباحا خيالية تقدر بمئات الملايين بعد اجتياح الولايات المتحدة للعراق من خلال العقود الامنية. وقد حصلت على 600 مليون دولار من عقود عام 2008 فقط ثلثها جاء من وزارة الخارجية الاميركية. لدرجة ان عضو الكونغرس قال « بلاكووتر وشقيقاتها حصلت على 40 بنساً من كل دولار انفقته الادارة الاميركية في العراق».
ورفض العراق تجديد رخصة بلاكووتر للعمل في العراق بعد حادث وقع فيه اكثر من 14 مدنياً عراقياً على يد مجندي الشركة. واعترف احد هؤلاء بارتكاب القتل العمد. وهناك خمسة اخرون ينتظرون المحاكمة.
وقدم برنس شهادته امام الكونغرس بعد هذا الحادث، عندما اطلق وصف العاملين في شركته بأنهم مرتزقة رفض هذا الوصف قائلا بانهم ليسوا كذلك وانما «اميركيون مخلصون لبلادهم» - ناسياً حقيقة ان مجندي بلاكووتر من جنسيات مختلفة، ولم يشر برنس إلى حادث إطلاق النار في رسالته الالكترونية التي أرسلها الى الموظفين والمتعاقدين المستقلين يعلن فيها قراره ترك إدارة الشؤون اليومية للشركة التي يوجد مقرها في ولاية كارولينا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news